يتَّقي الأعداء فتكي ... ويروق العين حسني
فتأمَّل هل ترى فيـ ... ـما ترى أعجب منِّي
لم يذق جفني غرارًا ... وغراري ملء جفني
وقال أيضًا: [من البسيط]
سكنت عيني فصنها عن مدامعها ... إنَّ المدامع يا مولاي تؤذيها
وقد حسبتك من إنسانها عوضًا ... فإنَّ إنسانها من كان يحميها
وإنني حين أرعاها وأكرمها ... فلست أكرمها إلَّا لمن فيها
وما أوصِّيك في دارٍ سكنت بها ... حاشاك تهمل دارًا أنت تأويها
وقال أيضًا: [من الوافر]
/١٩ أ/ بحقِّك حدِّث الأحباب عنِّي ... وشافههم بما شاهدت منِّي
وقل لهم: لقد فارقت يحيى ... يموت هوىً ويحيا بالتَّمنِّي
وكم أشكو إلى من ليس يرثي ... ولا يلوي على فرحي وحزني
عذولي [إذ تسمِّيه] حبيبًا ... أميل إليه وهو يميل عنِّي
وقال أيضًا: [من البسيط]
سقاك يا دار هطَّالٌ من الدِّيم ... ولا خلوت من اللَّذَّات والنِّعم
وما نسيت وما أنسى بها خلسًا ... حلَّت ومرَّت كما شاهدت في الحلم
ومجلسًا طلعت في كلِّ ناحية ... منه بدور دياجيها من اللِّمم
وراح يعتبني من بينهم قمرٌ ... جلا محيَّاه عنَّا فاحم الظلم
وخلوةً فسقت فينا نواظرنا ... وإنَّما طهَّرتنا عفَّة الشِّيم
هذا هو الحبُّ أم إثمٌ يدنِّسه ... أستغفر الله ما تخلو من اللَّمم
كانت لكلٍّ شكاياتٌ فباح بها ... ثمَّ انتصفنا ولم نحتج إلى حكم