للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني من شعره أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الأشبيلي البرزالي- رحمه الله تعالى- بحلب، قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن غانم بن محمد الخزرجي الغرناطي لنفسه: [من الطويل]

خليليَّ ما للواله المتغرِّب ... بأرضكما قد فاته كل مطلب

خليليَّ قولا والحديث كما حكوا ... شجونا ودهري ساخرٌ بكما وبي

هل الزَّمن الماضي بما قد مضى به ... يعود ولو من كلِّه بالتَّقرُّب

ومنها في المديح: [من الطويل]

سأصرف آمالي إلى ذروة العلا ... وأوقفها بالأسعد بن مقرَّب

هو الملجأ المفضي إلى كلِّ غاية ... بجد وجدٍّ أشربا بتهذُّب

إمام هدّى أحيا به الله شرعةً ... من الدِّين قد نيطت إلى خير مذهب

ومهما دجا ليل الخلاف لشبهة ... فآراؤه تجلو دجى كلِّ غيهب

/٢٠ ب/ أيا من له ألقيت كلَّ مقالدي ... وجبت إليه سبسبًا بعد سبسب

وعوَّلت في نومي على يقظاته ... فهنَّ زلالي إن تكدَّر مشربي

أجرني فإنَّ الدَّهر ما قد علمته ... وهذي اللَّيالي أولعت بالتَّقلُّب

بقيت مدى الأيَّام ترجى وتتَّقى ... ولا زلت ذخر الواله المتغرِّب

ورمت دوام الدَّهر في خفض عيشةٍ ... وتبليغ آمالٍ ورفعة منصب

وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني أبو زكريا لنفسه: [من البسيط]

الحمد لله [حمدًا] نستديم به ... دوام عافية المولى وراحته

والشُّكر لله شكرًا نستزيد به ... في عمره ونهنِّيه إقالته

يا من به وعوافيه أضاء لنا ... وجه الزَّمان وأولانا سماحته

إنَّ الزَّمان أرانا من تصرُّفه ... عجائبًا أحكمت فينا إرادته

ولم يزل يا سليل المجد يضربنا ... ظهرًا لبطن ويولينا نكايته

وليته إذ سطا أبقى لنا رمقًا ... نأوي إليه ونستسقى بلالته

ومثلكم من شكا مثلي إليه ومن ... يشكي الغريب ويرعيه رعايته

/١٢١ أ/ يا من أنار منار العدل في نفرٍ ... كلٌّ إلى ضدِّه قد مدًّ راحته

<<  <  ج: ص:  >  >>