من بعد ما رحل الَّذين تحبُّهم ... قومٌ عليك وإن مضوا فكرام
كانوا لعينك قرَّةً فترحَّلوا ... بالرُّغم لمَّا جارت الأيَّام
/٢٣ أ/ وكأنَّهم كانوا خيالًا وانقضى ... سمحت بهم في نومك الأحلام
سلبوا فؤادك والرُّقاد مخافةً ... أن يجلب الطَّيف النُّفور منام
وتوهَّموا السُّلوان منه بطيفهم ... كذبت عليك بزعمها الأوهام
كيف السُّلوُّ عن الحشاشة والحشا ... فيه امن البين المشتِّ كلام
ومحبَّةٌ ثبتت بقلبٍ في الصِّبا ... تبقى وإن بليت بها الأجسام
ووجدت له أيضًا قوله: [من الكامل]
يا راحلين بمهجتي وبخاطري ... ومحلُّتهم في ناظر من ناظري
ومن العجائب أنَّ بحرًا زاخرًا ... عذبًا يحلُّ على أجاجٍ زاخر
وقال أيضًا: [من الكامل]
يا راحلين وما رأوا توديعي ... هلَّا تركتم كالوداع هجوعي
وتركتم كالنَّار قلبًا في الحشا ... يبقى ويبقى القلب بين ضلوعي
وقوله: [من الكامل]
ورد الكتاب فظلت أنظر خطَّه ... فوجدته غير الَّذي أنا آمله
فعجبت من منع الكريم وما الَّذي ... منع الكريم بأن تجود أنامله
[٩٢٩]
يحيى بن محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن عليِّ بن زيد بن محمَّد بن أحمد بن عبيد الله بن عليِّ- ويلقَّب باغر- بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليِّ بن أبي طالبِ النقيب، أبو جعفرٍ بن أبي طالبٍ الحسنيُّ.