/٢٤ ب/ وأعتقد الولاء لها شميٍّ ... وفيٍّ لا يملُّ ولا يميل
من القوم الَّذين لهم عهودٌ ... كرامٌ لا تخون ولا تحول
خيار النَّاس آخرهم إمامٌ ... يشرِّفهم وأوَّلهم رسول
تسمَّى باسمه وحكاه هديًا ... وضمَّهما العمارة والقبيل
فما في المرسلين له شبيهٌ ... ولا في الرَّاشدين له عديل
ومنها يقول:
أمير المؤمنين دعاء عبد هواه ظلُّ دولتك الظَّليل
أقام به وغصن العمر نضرٌ ... وقد أودى وأنحله الذُّبول
وإنِّي مثل ما خبِّرت شيخٌ ... ضعيف البطش ممراضٌ عليل
فصيِّر حسن رأيك لي وداعًا ... أسرُّ به فقد أزف الرَّحيل
ومن أولى طوال العُّمر أولى ... بأن يولي وقد بقي القليل
فكم لك من يد تجزيك عنها ... غدًا في الحشر فاطمة البتول
تثيبك بنت عمِّك من أبيها ... فأنت لولدها برٌ وصول
وجاد الرَّوضة الزَّهراء جودٌ ... سقته وقد تحَّمَّل سلسبيل
/٢٥ أ/ ففيها من بني المنصور خرقٌ ... أغرُّ كأنَّه سيفٌ صقيل
وقال أيضًا يمدحه: [من الطويل]
ليهنك سمعٌ لا يلائمه العذل ... وقلبٌ قريحٌ لا يملُّ ولا يسلو
كأنَّ عليَّ الحبَّ أمسى فريضةً ... فليس لقلبي غيره أبدًا شغل
وإنِّي لأهوى الهجر ما كان أصله ... دلالًا فلولا الهجر ما عذب الوصل
وأمَّا إذا كان الصدود ملالةً ... فأيسر ما همَّ الحبيب به القتل
بنفسي إذا سال العقيق شعابه ... إذا ابتسم النُّوَّار وأكتهل البقل
ويا حبَّذا خضراء روح بن حاتم ... وما طمَّ واديها وأجرعها السَّهل
فسلَّت على جوِّ العقيق عقائقٌ ... من البرق لا نزر العهاد ولا حفل
وراح على خضراء روح بن حاتم ... كجواد أبي العبَّاس أيسره الوبل
إمام هدّى من هاشمٍ في أرومةً ... زكا الفرع لمَّا طاب من تحته الأصل
كفيلٌ بأرزاق العباد نيابةً ... عن الله كلٌّ من يديه له كفل