إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الشيباني- أدام الله إقباله- في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وستمائة؛ وسألته عن ولادته، فقال: لا أتحققها غير أنَّ لي الآن ثمانيًا وثلاثين سنةً. وهو من أهل الأدب والفضل، ويحفظ القرآن الكريم، ويقول الشعر الحسن.
أنشدني لنفسه يمدح الصاحب مؤيد الدين أبا نصر الشيباني- أسعده الله تعالى-: [من الطويل]
سرورك ما هبَّ النَّسيم يدوم ... وعزُّك ممدود الرُّواق عميم
وسعدك ضاف والمؤمِّل طوعه ... وعيشك صاف والزَّمان خديم
ثنت نحوك الشُّهب الجواري سعودها ... وجدُّك فيها بالثَّبات زعيم
ومن كانت العلياء بعض خلاله ... تشير إليه بالسُّعود نجوم
لك الخير ما ذرَّت شوارق أو سرى ... نسيم صبًا قد عنبرته غيوم
يمرُّ على زهر الرِّياض مغلِّسًا ... تصُّح به الأنفاس وهو سقيم
/٢٧ ب/ وما طربي من ساجعٍ فوق أيكة ... يذَّكرني عهد الصِّبا فأهيم
ويعتادني عيد الأماني الَّتي هلت ... وشمل لذاذاتي بهنَّ نظيم
بأطرب منِّي والمؤيَّد كافلٌ ... ذوي الفضل يحيي ذكرهم ويقيم
فتى وشَّح العلياء فاحتلَّ رتبةً ... حواها له .... أغرُّ وسيم
علا فعلا ناديه أبهج ميسم ... وساد فشاد المجد وهو فطيم
إذا خطَّ في طرسٍ أقرَّت لزهره ... وزهر معانيه الحسان فهوم
وينظم في سلك الكلام فرائدًا ... لها في قلوب الحاسدين كلوم
إليه تناهى الفضل لم يزل ... له وعليه للثناء رسوم
عليك له مغنّى يكسِّبك الغنى ... فقلَّ امرؤٌ بالمكر مات يقوم
يسرُّ بنجح الحاج من كلِّ قاصد ... ويرتاح للعافين حيث يقيم
له خلقٌ راقت أرقُّ شمائلًا ... من الماء إذ ما صفَّقته نسيم
تداوى به مرضى الهموم لأنَّه ... إذا جالسته الرُّوح وهي حسوم
أمولاي خلنا في معاليك غبطةً ... بأنَّ معاليك الغبيّ ذميم
تهنَّ بها قدًّا وطل واسم سيِّدًا ... فما لك بين الخافقين قسيم
/٢٨ أ/ ودم ما بدا نجمٌ وأينع مثمرٌ ... وما ضاع من وادي الأراك شميم