وأنشد لنفسه في الغزل: [من الكامل]
ومنزَّه الأوصاف عن نظرائه ... سلب العقول بحسنه وبهائه
طاوي الحشا ألمي كأنَّ جفونه ... في الذَّبِّ عنه صرن من رقبائه
ما رمت منه نظرة إلاَّ انثنى ... منها الفؤاد مضرجًا بدمائه
بين القلوب وبينها حرب متى ... يرنو وما إن هنَّ من أعدائه
لن تفعل البيض الرِّقاق ولا القنا ... كفعاله بفؤاد صٍّ تائه
يرنو فيكلم ثمَّ يسير كلمه ... برنوِّه فدواؤه من دائه
وأنشدني أيضًا قوله في غلام شهر سيفًا: [من الكامل]
ومهفهف ساجي الجفون أحمَّها ... دانت للحظته الظُّبا والذبل
شهر الحسام لكي يرى ما طرفه ... بأخي الصَّبابة .... يفعل
أنشدته لمَّا رأيت فعاله: ... (لفتور طرفك من حسامك أقتل)
وأنشدني لنفسه في غلام كاتب: [من الطويل]
/٢٨ ب/ أنامله خطَّت بسحر كأنَّما ... لواحظه تملي عليه فيرسم
فمن يده سطر على الطِّرس معرب ... ومن لحظه سطر بقلبي معجم
وأنشدني له في الشمعة: [من الطويل]
وباكيه لم تعرف الحزن والآسي ... ولا شدَّة الأهوال كيف مراسها
تكاد بأن تقضي لفيض دموعها ... وتحيا إذا في الحين يقطع رأسها
وأنشدني لنفسي في البنفسج: [من الكامل]
كلُّ الأزاهر إن حسن نضارة ... فهوى فؤادي دونهن بنفسج
أهواه دون جميعهنَّ لأنَّه .... يحكي خدودًا بالعضاض تضرَّج
[٩٣١]
يحيى بن محمَّد بن عبد الكريم بن سعيد بن أبي حصين بن عمرو، أبو القاسم التنوخيُّ.
من أهل معرة النعمان