يعني بذلك الغارة على حصن الأكراد، وكسره للاسبتار ومن انضمَّ إليهم وانهزامهم من بين يديه واعتصامهم بالجدار ورجوعه بالغنائم الجمّة. وذلك في شهر رمضان من سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
/٥٣ أ/ والعزُّ قد كفلته الأعوجيَّة في ... أكفالها لا ذوات الخصر والكفل
والعزم في كل سيف جفنه عنق ... لا كلِّ سيف له جفن من المقل
وكلِّ رمح أصم الكعب معتدل ... لا كلِّ ظبي رشيق القدِّ معتدل
وكل درع على العطفين منسدل ... لا كلِّ صدغ على الخدَّين منسدل
وكل عسَّالة في الحرب إن خطرت ... جنيت من سنِّها أحلى من العسل
وفي الثغور إذا أقبلت فاتحها ... لا في الثُّغور التي للرشف والقبل
والحزم في الغارة الشَّعواء يبعثها ... ذو الحزم يختال بين الخيل والخول
وفي تساقي نداماها مثمِّلةً ... من سمِّها لا تساقي الشارب الثمل
وصوت ماض على هام يجدُّلها ... في الرَّمل لا صوت مزموم ولا رمل
وإنما شرف الإنسان في همم ... تسمو لضرِّ عدوٍّ أو لنفع ولي
وفخره في عذارى المكرمات إذا ... يلهو بها لا عذارى اللَّهو والغزل
مثل الفتى المالك المنصور من عدمت ... أمثاله وعلا في المجد عن مثل
النَّاصر الفاتح الميمون طائره ... محمَّد ذو الأيادي والندى الخضل
أبو المعالي الَّذي لولاه ما شرفت ... في النَّاس دولة أيوب على الدُّوَل
/٥٣ ب/ وأصبحت وهي في الأيام مشبهةً ... بفضلها ملَّة الإسلام في الملل
فريدة الدُّول اللَّاتي بها حليت ... منه الدهور وكانت قبل في عطل
بدرٌ يحفُّ به من جيشه شهب ... أضحت تنوب على الأعداء عن زحل
ملك إذا سار في الدُّنيا أقام له ... بين الخلائق مجدًا غير مرتحل
أو إن يقم فسطاه أو فهيبته ... تسير من بأسه في السَّهل والجبل
وإن يسافر له عزمٌ فعن ظفر ... بفتح قفل يجلي مسفر القفل
أو يعضل الدَّاء في أرض ففي يده ... شفاؤها بحسامٍ حاسم العلل
وإن غدا راكبًا نحو العدا عجلًا ... ترجَّلت منهم الهامات عن عجل
ففي النِّزال له أعداؤه نزل ... وفي النُّزول الندى المشفوع بالنُّزل