للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو أخلف الجود إنَّ الجود من يده ... فينا ينوب عنالوكَّافة الهطل

وكلُّ أرض بها قد حلَّ حلَّ بها ... عزالي الوبل غيثٌ غير منتقل

ودهره فربيعٌ من مكارمه ... وعدله فكأنَّ الشَّمس في الحمل

يا مالكًا [عمَّت] الدُّنيا نوافله ... حتى غدا شكره فرضًا من العمل

فرَّغت كلَّ الرَّعايا من همومهم ... لمَّا غدوت لهم بالعدل في شغل

/١٥٤/ جمعت في عصرنا ما بين مفترقي ... فضل فقد سدت أهل الأعصر الأول

فريضة الصَّوم فيه والجهاد معًا ... حتى لقد حُزْتَ فضل النَّفل والنَّفل

تركت فينا تلاوات القران به ... متلوَّة من بني الكفَّار بالعول

أريتهم حملات لم يكن لهم ... في الضِّيق إذ بصروها وسع محتمل

ذكَّرتهم يوم حطين وشلَّهم ... ففلَّ أيديهم ضرب من الشَّلل

أقبلتهم أوجهًا في الحرب ليس لهم ... بها وقد عرفوها قطُّ من قبل

يا واحدًا في العلا فردًا فقد عجزت ... عن وصفه غاية التفصيل والجمل

وقال وقد سأله جماعة من غلمان الملك المنصور ممن يقول الشعر، أن يقول في النرد شيئًا وهي بين أيديهم يلعبون بها، فقال ارتجالًا: [من السريع]

كأنَّما النَّرد وقد صفِّفت ... جيشان من زنجٍ ومن ترك

/٥٤ ب/ وقعاتها ما بينها أشبهت ... وقائع المنصور في الشِّرك

وله في الملك المنصور يمدحه في قصيدة أوّلها: [من السريع]

فاه فقبَّلت من الوجد فاه ... لعلَّني أشفى بلثم الشفاه

لولا سقام الجسم في حُبِّه ... لما ترشَّفت لبرِّي لماه

ولم أشم بارق ثغرٍ إذا ... ما لاح كانت مقلتي مزنتاه

فكلُّ ماضنَّ [به] باخلًا ... جاد على الصَّبِّ المعنَّنى ضناه

وإن حماني رشفه عامدًا ... أباح قتلي وفؤادي سباه

وما تثنَّى عطفه زاهيًا ... إلَّا ومن عجبي به صحت زاه

ظبيٌ من التُّرك إذا ما رمى ... أصمى ولكن قوسه حاجباه

غصنٌ سقاه الحسن خمر الصِّبا ... فعربدت من نشوة مقلتاه

وبدرتمٍّ لم يزل شعره ... يطلع منه أبدًا في دجاه

<<  <  ج: ص:  >  >>