للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منازلهم حيث اللِّوى فزرود ... سقتك بروق جمة ورعود

فإن ضنَّت الأنواء يومًا بمائها ... فلي مقلة عبرى عليك تجود

أحنُّ إلى تلك المعاهد لوعةً ... وإن نقضت من أهلهنَّ عهود

وأشتاق هاتيك الرُّبوع تشوُّقًا ... لنيرانه بين الضلوع وقود

ديارٌ ككثبان النَّقا وغصونه ... من الغيد أردافٌ بها وقدود

وكالنَّرجس المطلوب وسط حديقة ... عيونٌ وكالورد الجنيِّ خدود

وبيض مها مثل البدور تزينها ... شعورٌ طوال كالحنادس سود

رعابيب أشواقي إليها طوارقٌ ... طوار ووجدي طارفٌ وتليد

/١٥٨ أ/ أحاول منها الوصل والصَّدُّ مانعٌ ... وأطلب منها القرب وهو بعيد

ومن لي بتيَّاك الظِّباء ودونها ... موام تبيد النَّاجيات وبيد

وأسد جلاد إن تصل في عريكة ... تصلُّ بأعناق الكماة حديد

وتشرق في أعلى الصِّعاد أسنَّةٌ ... ويشرق من فيض النجيع صعيد

وأنشدني لنفسه من أخرى: [من الرجز]

لسيب حب لا يداوى بالرُّقى ... سليب لبٍّ بات يشكو الحرقا

مولَّه منذ جفاه إلفه ... ما جفّ دمع جفنه ولا رقا

ولم يذق من بعده لبعده ... طعم الكرى بل لم يزل مؤرَّقا

يشتاق أوقاتًا له تصرَّمت ... ما بين غزلان الصَّريم والنَّقا

يا برق عج على ربوع جلِّق ... والمم بها وحي عنِّي جلِّقا

وقل لها إنِّي إلى سكَّانها ... مازلت مذ شطَّ المزار شيِّقا

وفي حمى حماة هاجت لوعتي ... حتى لقد سدَّت عليَّ الطُّرقا

وفي ربوع شيزر إذ زرتها ... لم ألق ما يسمك منِّي الرَّمقا

/٥٨ ب/ لكنَّني في حلب وجدت ما ... أعاد عود اللًّهو غضًَّا مورقا

ونيِّر الطَّلعة كالشَّمس له ... خدٌّ عقيقيٌّ يحاكي الشَّفقا

أبيض قد ألبي لاذًا أحمرًا ... كوجنتيه وقباءً أزرقا

فيا تعالى الله ما أحسن ما ... جاءت به لبسته واليقا

وأنشدني أيضًا من شعره: [من البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>