يحدِّثني بما لا أشتهيه ... ويلكزني لأسمع ما يقول
ويزعم أنَّ ذلك منه فضل ... وذلك كله منه فضول
[٩٤٥]
يحيى بن يحيى بن محمَّد بن عمر بن أبي الخير، أبو زكريا [الأسديُّ] الأسعرديُّ المعروف بابن القويضيِّ.
رجل يتعاطى صنعة النظم والنثر، ويمدح الناس.
أنشدني من شعره الشيخ الحافظ صدرُ الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد البكريُّ الدمشقي بها بمنزله في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني أبو زكريا لنفسه بأسعرد يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من الطويل]
أرحها فما أبقى الذَّميل لها صبرا ... وما ترك الآساد من دمعها سرّا
وحسبك منها لو عقلت وكونها ... أنيخت هلالًا بعد ما ثوَّرت بدرا
لها في الفلا ما للفلا في جسومها ... من السَّير إن شبرًا فمن جلدها شبرا
ألم ترها مثل السَّفائن عوَّمًا ... ببحر من الأمراء لا يشبه البحرا
/١٦١ أ/ رعت عامها بين العذيب وبابل ... وعاد رعاها بين توضح فالمقرا
وما ذاك إلَّا أنَّ عزمي وهمَّتي ... تحمِّلها فوق السُّرى والوجى إصرا
لها سائقٌ مني ولي شائقٌ إلى ... معاهد لا أعطي لسلوانها صبرا
تهيِّجني الذَّكرى إليها صبابةً ... وأي غرام لا تهيِّجه الذِّكرى
وإنِّي إذا ما شمت برقة بارق ... وأعلام جمع والمعرَّف والجفرا
أذلت مصون الدَّمع حتَّى لقد غدت ... له قطراتٌ كدن أن تفضح القطرا
فيا حبُّ ما أدى على القرب والنَّوى ... ويا قلب ما أصبى ويا دمع ما أجرى