إذا ما تبطَّنَّا المحصَّب من منى ... ووادي منى والبان والطَّلح والسِّدرا
وأعلام سلع والحجيج ثباثبا ... تراهم بها شعثًا نواصيهم غبرا
وقد ملئت تلك الأباطح والرُّبى ... من النَّاس كلٌّ يطلب العفو والأجرا
فمن مدرك سؤالًا ومن بالغ منى ... ومن حامل أجرًا ومن واضع وزرا
أجلُّ المطايا أن أقول لها لعًا ... وأكبرها من أن أدوس لها ظهرا
وعندي لها إن بلَّغتني محمَّدًا ... أقبل أيديها وأرجلها شكرا
"صلى الله عليه وسلم".
/٦١ ب/ جزاءً على إسادها وذميلها ... لها منِّي الحسنى وعندي لها البُشرى
إليك رسول [الله] أمَّت ولم أزل ... أناشدها نظمًا وأدعو لها نثرا
إلى هاشميٍّ لم يكن قبل بعثه ... ليعرف ما الإسلام يومًا ولا يدري
إلى خير هاد من تهامة لم يكن ... بفظً ولكن راحمًا بالورى برَّا
وخير نبيٍّ أنذر الناس للهدى ... وجاهد حتَّى عاد ليل الهدى فجرا
نبيٌّ رقى من قاب قوسين موضعًا ... تعالى فرسل الله تلحظه شزرا
وفاقًا وهديًا أصلح الناس بعدما ... تولوا وكلٌّ منهم بالغٌ أمرا
فهذا السِّراط المستقيم إلى الهدى ... وهذا الهدى ما إن ترى دونه سترا
وهذا الَّذي لولاه ما قيل حيعلا ... ولا طافت الحجَّاج بالكعبة الغرَّا
وهذا الَّذي عطَّى البسيط ذكره ... فالاؤه تتلى وأنعمه تترى
وهذا محلُّ الوحي بل مستقرُّه ... وموضع سرِّ الله والآية الكبرى
أخو الغزوات البيض والمعجز الَّذي ... به ألَّف الإسلام إذ شتَّت الكفرا
وقف راكعًا واستجد وقل عن عقيدة ... عليك سلام الله أنشده الدَّهرا
سلامٌ كنشر المسك بات يضوعه النَّـ ... ـسيم فيطويه وينشره ونشرا
/٦٢ أ/ يخصُّ الحجاب الهاشمي فإنه ... أجلُّ الورى جاهًا وأعلاهم قدرا
وما قلتها إلَّا لأبغي بقولها ... شفاعته لم أبغ ورقًا ولا تبرا
وغني امرؤٌ شرَّفت شعري بمدح ... وما كنت قبل اليوم أعدله شعرا
وأنشدني، قال: أنشدني له ما كتبه إلى بعض كبراء الناس وقد فُصِدَ:
[من البسيط]