لئن كان حقًا من سلالة حيدر ... فهذا وزيرٌ في الخلافة طامع
وإن كان فيما يدَّعي غير صادق ... فأضيع ما كانت لديه الصنائع
وحدَّثني، قال: خرجتُ إلى المحوَّل ونزلت بمستنزه عند صديق كنت آنس به وله غلامان أحدهما يلقب بالكوسج والآخر بالعوسج.
/٧٤ ب/ قال: فرأيت منهما جفاءً وأذى، فلما انفصلت عنه ومضيت إلى منزلي وانقطعت عنه مدَّةً فأنفذ إليّ يستوحش لي ويحرضني على المضيّ إليه، فكتبت إليه أعاتبه بهذين البيتين: [من المتقارب]
جنانك يانعةٌ بالثِّمار ... ولكن ينغِّصها العوسج
وبحر أياديك غمر النَّوال ... ولكن يكدِّره الكوسج
وأنشدني من مقطعاته الغزلة الرقيقة: [من الكامل]
قبَّلت وجنته فمال بعطفه ... خجلًا وماس بقدِّه الميَّاس
فانهلَّ من خدَّيه فوق عذاره ... عرقٌ يحاكي الطَّلَّ فوق الآس
فكأنَّني استقطرت ورد خدوده ... بتصاعد الزَّفرات من أنفاسي
وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]
/٧٥ أ/ قلت لمَّا صدَّت فلانةُ عنِّي ... واصليني ولو بطيف الخيال
قالت الطَّيف فيه شبهة وصلٍ ... من حلالٍ ولم أكن لحلال
وأنشدني لنفسه حين لقبوه بالنجم: [من الوافر]
وكنت سمعت أنَّ الجنَّ عند أسـ ... ـتراق السَّمع تقذف بالنُّجوم
فلمَّا أن علوت وصرت نجمًا ... رجمت بكلِّ شيطان رجيم
فلا تعجب لذا واعجب لحظٍ ... يغيِّر حالة الوضع القديم