وأنشدني قوله: [من الطويل]
كلفت بعلم المنجنيق فلم أزل ... أحث ركابي بين ناء وشاحط
وأقصد حيطان البلاد وهدمها ... ونهب نواحيها ووهي المرابط
وعدت إلى نظم القريض لشقوتي ... فلم أخل في الحالين من قصد حائط
وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]
لا تكن واثقًا بمن كظم الغيـ ... ـظَ اغتيالًا وخف غرار الغرور
فالظُّبا المرهفات اقطع ما كا ... نت إذا غاض ماؤها في الصُّدور
وأنشدني قوله في رجل يعرف /٧٥ ب/ بابن بشران. وكان كثير الأراجيف، فنهاه السلطان عن ذلك فانتقل وصار ينجّم، فقال أبو يوسف: [من الكامل]
إنَّ ابن بشران على علَّاته ... من خيفة السُّلطان صار منجِّما
طبع المشوم على الخلاف فلم يطق ... في الأرض إرجافًا فأرجف في السَّما
وقال أيضًا: [من المنسرح]
بدرٌ إذا ما استسرَّ اطلعه ... من الغروب اللُّجين والغرب
أشرق إذا أشرق النُّضار له ... فقلت ربِّي وربُّك الذَّهبُ
وقوله: [من المتقارب]
وجارية عبرت للطواف ... وعبرتها جزعًا تدمع
فقلت ادخلي البيت لا تجزعي ... ففيه الأمان لمن يجزع
سدانته لبني شيبة ... فقالت: ومن شيبة أفزع
وقال أيضًا: [من السريع]
قد لبس الصُّوف لترك الصَّفا ... مشايخ العصر للبس العصير
/٧٦ أ/ الرَّقص والشَّاهد من شانهم ... شرٌّ طويلٌ تحت ذيل قصير