للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٦١ أ/ سقى خلاط ملثُّ الودق من دار ... فإن فيها لباناتي وأوطاري

ماجت خراسَّان وارتجَّت قواعدها ... كأنَّها الدَّوح لاقى صوب إعصار

وأصبحت شاهقات الرُّوم من حذرٍ ... تموج منها الصَّياصي موج تيَّار

غيثًا من الرُّعب ملآنا وليث شرى ... تظلُّ ما بين فيَّاض وزئَّار

وأضحت الكرج في تفليس خائفةً ... إذ جاورت منك جارًا أيما جار

عليك تقري ملوك الأرض قاطبةً ... صحائف المجد في نجد واغوار

والنَّاس والطَّير أضيافٌ وعائلةٌ ... لله درُّك من مقر ومن قاري

بسطت لي يوم حمَّام الرّها أملاً ... وأنت حرٌّ كريمٌ نجل أحرار

كوعد عمِّك إذ وافاه عرقلة ... ستنجز الوعد في نظم وأشعار

فقال بيتًا سرى كالشَّمس في مثلٍ ... مولَّد من لثار الشِّعر سيَّار

قل للصلاح معيني عند إعساري ... يا ألف مولاي أين الألف دينار

وأنت لاشك من ذاك النِّجار ولي ... وعدٌ عليك وهذا وقت تذكار

ما أنت دون صلاح الدِّين في كرمٍ ... ولا أنا دون حسَّان بن عمَّار

وقال أيضًا /٢٦١ ب/ يهنئه بعيد النحر سنة تسع وستمائة من قصيدة مبدأها:

[من الخفيف]

كلُّ أوقاتك الحسان هناء ... يا مليكًا تسمو به العلياء

لك مجدٌ موثلٌ ما تمنت ... طمعًا في مرامه الجوزاء

قد تشكت منك اللَّيالي ازدحامًا ... واستغاث الإصباح والإمساء

فمغيرٌ وقت الضُّحى في السَّرايا ... ومضيفٌ في حيث يدنو المساء

فمتى ... وفي طرفي يومك ... للمجد غارةٌ شعواء

ومنها يقول:

ماعرفنا التَّشريق إلاَّ ثلاثًا ... بمنى إذ تراق فيه الدِّماء

وأبو الفتح شاه أرمن قد سـ ... ـنَّ خلالاً تبقى ويفنى البقاء

جعل الدَّهر كلَّه يوم نحرٍ ... فالعدا والبدور فيه سواء

بأبي بل بمهجتي ربَّ ملكٍ ... كلَّ أيَّام عمر هيجاء

فلأعدائه الظُّبا والعوالى ... ولقصاده الغنى والعطاء

<<  <  ج: ص:  >  >>