من أبناء الملوك الأيوبية والأسرة الناصرية الصلاحية.
أخبرني –أدام الله سعادته- أنَّ ولادته بسميساط تقريبًا سنة تسع وتسعين وخمسمائة. أنجب أولاد أبيه وأعلاهم /٢٦٣ أ/ همةً، وأشدهم حزمًا، وأغزرهم عقلاً، وأكرمهم نفسًا، وأكثرهم حياءً، وأصبحهم وجهًا، وأوفرهم سكونًا وبشرًا؛ يميل إلى أهل الفضل والأدب، ويجالسهم ويحفظ أنموذجًا صالحًا من بدائع الأشعار ومحاسنها؛ وربما سمحت قريحته بالبيتين والثلاثة من الشعر فتأتي كأجود شيء وأملحه.
أنشدني لنفسه ما كتبه إلى السلطان الملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين أبي المظفر يوسف بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب- خلّد الله ملكه-: [من البسيط]
يا أيُّها الملك الميمون طائره ... ومن له نعمٌ تنهلُّ كالمطر
جبرت كسر قلوب واكتسبت بها ... أجرًا فهل لك في جبر لمنكسر
كلُّ الأرامل قد قضَّيت حاجتهم ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذَّكر
وأنشدني لنفسه أيضًا ما كتبه إلى بعض من كان يغشى مجلسه يستدعيه:
[من الطويل]
/٢٦٣ ب/ لنا مجلسٌ قد فاق حسنًا ومنظرا ... وليس به شيءٌ يعاب فنخفيه
فبادر إلينا منعمًا متفضِّلاً ... فليس يطيب العيش ما لم تكن فيه