يوسف بن نفيس بن أبي الفضل بن السعود بن أبي الفضل بن أبي
طاهر بن أبي يعلى بن أبي المعالي المرَّلُّي
من أهل إربل، المنبوز بشيطان الشام.
كان والده من قرية من قرى العراق تدعى دشينيا من عمل طريق خراسان
ويوسف هذا يكنًّى أبا العِّز.
ذكر أنه ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة.
وتوفي بالموصل سادس عشر رمضان سنة ثمان وثلاثين وستمائة. ودفن بمقبرة باب الجصّاصة غربي المدينة بأرض البرزان –رحمه الله تعالى-.
ولد بإربل وبها كان منشؤه، وما برح خامل الذكر، نازل القدر، يعبث تارةً بالأبيات يسلك فيها مسلك ابن الحجاج في السّخف والهزل وتارةً بالزَّكالش العاميّة، وتارة بغير هذين النوعين حتى صارت له ملكة قوية في بداية الشعر /٢٦٤ أ/ ومرتجله. وكان يقدر على نظم ما شاء من غير فكرة ولا روية.
رحل إلى البلاد وامتدح الملوك وأخذ جوائزهم. ثم انتقل إلى الموصل فأقام بها واشتهر بين أهلها له من صاحبها بدر الدين أبي الفضائل لؤلؤ بن عبد الله موضعٌ يحضر مجلس شرابه، ولا يزال يحسن إليه إلى أن مات –كما قدمنا ذكره-.
وكان شاعرًا خليعًا ظريفًا معاشرًا من ذوي الهزل والمجانة، مكبًا على الشرب مفتونًا به، لا يصحو من الزمان إلاَّ أقلَّة. وكان أسمر اللون يتزيا بزي جند الأكراد، شعره منتشر على كتفيه، ويتقلَّد سيفًا، ويلبس قباءً إلا أنه كان شيعيًا مغاليًا شديد الرفض؛ وربما بلغ ذلك إلى ما لا يجوز في الشرع ويخرج إلى الشتم والوقيعة في الصحابة –رضوان الله عليهم- وسامحه الله تعالى وعفا عنا وعن إنَّه جواد كريم. وأنشدني كثيرًا من شعره.
أنشدني لنفسه يستدعي عز الدين أبا محمد الحسن بن علي بن شماس الإربلي –رحمه الله تعالى-: [من الخفيف]