وأنشدني لنفسه يمدح الإمام أمير المؤمنين المستنصر بالله أبا جعفر المنصور ابن الإمام أمير المؤمنين أبي نصر محمد بن أحمد-رضوان الله عليهم- من قصيدة ويذكر نصرته لبدر الدين أبي الفضائل لؤلؤ بن عبد الله-غرس أمير المؤمنين-:
[من الطويل]
غدت بكم الزَّواراء وهي مريعةٌ ... متى ما ينخ وفدٌ بها يلقه وفد
وعمَّت لهاكم كلَّ شرق ومغرب ... فلم يخل غورٌ من سراها رآها ولا نجد
ونقَّفتم الحدباء فهي قويمةٌ ... وأعذبتم أمواهها فهي الشَّهد
بها مخلصٌ في حبكُّم ما عهدتم ... له رغبة عنكم وإن قدم العهد
حسام أمير المؤمنين الَّذي غدت ... به أنفس الأعداء للذعر تنقدُّ
/٢٧٢ ب/ بسطوتكم ذلَّت لسطوته العدا ... وأطلق منه في رقابهم الحدُّ
أذمُّوا له ما [قد] يخاف فإنَّه ... بذمتكم بين البريَّة معتدُّ
وليُّ لكم خوَّلتموه وعمَّه ... ندأكم فما يكبو له في العلا زند
وعبدٌ متى تلقوا به حومة الوغى ... يصل منه في أعدائكم أسدٌ ورد
فدمتم لهم حصنًا منيعًا وموئلاً ... يعزُّ به طول الزَّمان ويشتدُّ
وأنشدني لنفسه يمدح الصاحب الوزير العالم شرف الدين أبا البركات المبارك ابن أحمد بن المبارك بن موهوب المستوفي –رضي الله عنه-: [من الكامل]
يا ماجدًا لم ألق بعد فراقه ... رجلاً لشرَّاد المعالي جامعًا
سمحًا عصى العذَّال في بذل اللُّهى ... وغدا لما أمر السَّخاء مطاوعًا
يلقاه مرتادٌ فيخصب مربعًا ... ويراه ممتهنٌ فيسعد طامعًا
لا يعرف العافون يوم حبائه ... غير الرَّجاء وسائلاً وذرائعا
لا يؤنسنَّك من تتابع فرحة ... دهرٌ غدا مكروهه متتابعا
/٢٧٣ أ/ فلأنت مثل السيف حينًا ساكنًا ... جفنًا وحينًا للهوادي قاطعا