وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
وبيضاء لا يخشى الملام محبُّها ... فيسلو ولا يرجو الشفاء عميدها
إذا أسفرت واللَّيل مرخٍ سدوله ... تبيَّنت عوجًا قد اقيم عمودها
قصرنا بمرأى وجهها عمر ليلة ... تغيب واشيها وطالت سعودها
تنازعنا كأسًا حكت وجناتها ... علا فوقها درٌّ حكته عقودها
إلى أن غدت سكرى من الرَّاح والصِّبا ... يميل على عم إلى اللَّثم جيدها
فأضحت وجهل الخمر قد غال حلمها ... تجود بما لم يرج منها مريدها
وأنشدني لنفسه يستدعي بعض أصدقائه بالموصل إلى الشاروق: [من الكامل]
يا أيُّها المولى الَّذي بجلاله ... فاق الأنام أواخرًا وأوائلا
قد ضمَّنا متنزهٌ مستطرفٌ ... تلقى السُّرور به مقيمًا نازلاً
زانته دجلة في العيون وزانها ... فكلاهما يبدي بذاك دلائلا
فكأنَّ صافيٍ الماء في جنباته ... قضب اللُّجين وقد سبكن جداولا
/٢٧٣ ب/ وحصى تودُّ الغانيات لو أنُّه ... حلىٌ لهنُّ إذا غدون عواطلا
وعرا الجنون الماء في جريانه ... ولذاك تلبسه الرِّياح سلاسلا
وحماحم تسبي العقول نواظرًا ... قد اشبهتهنَّ الرِّماح ذوابلا
قد ركبت فيهنَّ حمر أسنَّة ... يمسين للهمِّ الملمِّ قواتلا
وإذا سرت ريح النَّسيم بجوِّه ... بعثت إليك من النَّشاط رسائلا
وخدين آداب إذا راجعته ... قولاً رأيت الفضل عندك كاملا
يرضي ضميرك جدُّه ومزاجه ... ويروق طرفك منظرًا وشمائلا
فلئن أتيت فمنَّة أسديتها ... ولئن أبيت فلست تعدم عاذلا
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الخفيف]