للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما حللنا مغنى تحلُّ به الأفـ ... ـراح عقد الهموم والأحزان

وتمنَّت منَّا الضَّمائر إلاَّ ... كنت دون الورى جميع الأماني

وأنشدني قوله يتغزل: [من الكامل]

يا مانحي طول السَّقام ومانعي ... بجفاه ورد رضابه المعسول

ما صار وجهك للمحاسن جامعًا ... إلاَّ وثغرك قبله التَّقبيل

/٢٧٤ أ/ وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

تنادى ببين من تحبُّ وأزمعوا ... رحيلاً فماذا أنت يا قلب صانع

أأنت على حسن التصبُّر قادرٌ ... غداة النَّوى أم [أنت] للبين جازع

ولست بصبرٍ منك يا قلب راجيًا ... وكيف وفي بقياك ما أنا طامع

وقال أيضًا يمدح المولى السلطان الملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين أبا المظفر يوسف بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب- أدام الله دولته وثبت وطأته-: [من الكامل]

وافى وما التئم الدُّجى بصباحه ... نشوان تشرق راحه في راحه

فجلا بها جنح الظَّلام كأنَّما ... قدح المزاج النَّار في أقداحه

وسنانٌ ضمَّ الجفن منه صارمًا ... في كلَّ جارحة أليم جراحه

أخفى زيارته بصمت حجوله ... لو لم ينمَّ عليه نطق وشاحه

ما يستحق الشُّكر إلا سكره ... فهو الميسِّر من عسير جماحه

/٢٧٤ ب/ أهداه لي فصممت غصنًا ناعمًا ... تثنيه راح دلاله ومراحه

وأبحت لثمي من حديثة خدِّه ... في آسه الزَّاهي وفي تفَّاحه

ما عذر هذا الدَّهر أن يهب الغنى ... لذَّاته ويزيد في أفراحه

وقد استحال ظلامه وفساده ... بضياء ناصر دينه وصلاحه

ملكٌ ترى حلو الحياة ومرَّها ... متمثِّلاً بصحافه وصفاحه

<<  <  ج: ص:  >  >>