يعطيك خفض العيش رفع ستوره ... ويريك نصب المجد جرُّ رماحه
كاللَّيث ممنوع [العرين] مصونه ... والغيث مبذول الحباء مباحه
وقال يجيب مجد الدين أبا عبد الله محمد بن أحمد بن عمر الحنفي الإربلي عن شعر كتبه إليه: [من السريع]
يا أيُّها المولى الَّذي ما دنا ... عن حبِّه القلب ولا اقصرا
ومن صحبنا العيش في قربه ... طلق المحيَّا ضاحكًا مسفرا
وافى كتابٌ منك وفيته ... غاية فضل جلَّ أن يحصرا
حلَّ محلَّ الوصل من عاشقٍ ... شرَّد عنه الهجر طيب الكرى
/٢٧٥ أ/ نميل في إنشاد ألفاظه ... كأنَّما ضمَّنته مسكرا
زيد من التَّقبيل حتَّى غدت ... شفاهنا مرقومة أسطرا
إذا حال الشَّيء تكراره ... أعطاك حسنًا كلَّما كرِّرا
كأنَّه روضٌ سقاه النَّدى ... ريًا فأضحى نبته مزهرا
وما رأينا قبله روضةً ... نمقها الحبر ولا حبَّرا
يخبرنا عن مثل أشواقنا ... أكرم به مستخبرًا مخبرا
يذكرنا العهد ولم ننسه ... فيوجب النِّسيان أن نذكرا
وكيف لا ترعى عهود امرئٍ ... ما شابها شينٌ ولا كدَّرا
لله أيَّام تدان غدا ... ليل المنى في ظلِّها مقمرا
أيَّام تدنو بك أفراحنا ... إذا اتَّقاها الهمُّ أو نفَّرا
إذا وردنا مورد للصِّبا ... لم نرض إلاَّ مثله مصدرا