للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ننس لا ننس حمى جلِّق ... مطرد الأمواه رطب الثَّرى

كأنَّما الأسباط حلُّوا به ... ففجَّروا أحجاره أنهرا

في أيِّ فصلٍ زرت أوطانها ... قلت الرَّبيع الطَّلق قد أحضرا

/٢٧٥ ب/ يقصِّر الواصف عن حسنها ... وإن غدا في وصفه مكثرا

تسري صباها عطرًا نشرها ... كأنَّما قد ضمَّنت عنبرا

والطير في مزهر عيدانها ... تحسب في ترجيعها مزهرا

يا حبَّذا الربوة من موطنٍ ... للأنس ما أبهى وما أنضرا

وحبَّذا أخضر ميدانها ... حيث يصيد الظَّبي أسد الشَّرى

والشَّرف الأعلى الَّذي حسنه ... مستوقفٌ ناظر من أبصرا

أرض دمشق لا أغبَّ الحيا ... رباك إن راح وإن بكَّرا

لولا دمشق لا أغبَّ الحيا ... رباك إن راح وإن بكَّرا

يا مجدنا إن قيل مجدٌ ويا ... سيِّدنا المستعظم الأكبرا

متى أجدَّ الدَّهر أمنَّية ... كنت المنى الصَّادق دون الورى

وقال يمدح بدر الدين أبا الفضائل لؤلؤ بن عبد الله –صاحب الموصل-:

[من الطويل]

بعثت لنا من سحر مقلتك الوسنى ... سهادًا يذود الجفن أن يألف الجفنا

وأبصر جسمي حسن خصرك ناحلاً ... فحاكاه لكن زاد في دقَّة المعنى

/٢٧٦ أ/ وأبرزت وجهًا يخجل الصَّبح طالعًا ... وملت بقدَّ علَّم الهيف الغصنا

حكيت أخاك البدر في حال تمِّه ... سنى وسناءً إذ تشابهتما سنَّا

أسمراء إن أطلقت بالدَّمع عبرتي ... فإن لقلبي من تباريحه سجنا

وإن تحجبي بالبيض والسُّمر فالهوى ... يهوِّن عند العاشق الضَّرب والطَّعنا

وما الشوق إلا [أن] أزورك معلنًا ... فلا مضمرًا خوفًا ولا طالبًا إذنا

<<  <  ج: ص:  >  >>