للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألقاك لا أخشى الغيور فأنثني ... ولو منعت أسد الشَّرى ذلك المغنى

لك الله قلبًا لا يصدُّ عن العلا ... وعزمًا عن المجد المؤثِّل لا يثنى

ومالي لا أسمو إلى النَّجم صاعدًا ... وأبلغ منه قاب قوسين أو أدنى

وقد فزت من بين الملوك بمالك ... رحيم له الحسن المضاعف والحسنى

بأصوبهم رأيًا وأسمحهم يدًا ... وأطيبهم ذكرًا وأعذبهم مجنى

وقال أيضًا يمدح الشريف الحسيب الصاحب تاج الدين أبا المعالي محمد بن أبي نصر بن يحيى بن علي العلي المدائني المعروف بابن صلايا وهو يومئذٍ متولي إربل:

[من الكامل]

/٢٧٦ ب/ ألقت إليك بنو المطالب حاجها ... إذ شاقها الإحسان منك وهاجها

فنعشت غابرها ورشت جناحها ... وانلت غايات المنى محتاجها

عاجت تساءل بالكرام فلم تجد ... إلاَّ عليك من الأنام معاجها

إن كان بخل الدَّهر أكسد سوقها ... يومًا كأنَّ على نداك رواجها

إنَّ المكارم يا ابن نصر اعذبت ... آراؤها ونفى الزَّمان أجاجها

أضحى محمَّدها وقد ذمَّ الورى ... وبدت مفارقها فأصبح تاجها

أجداده وجدوده أحللنه ... شرف العلا وحللن عنه رتاجها

إنَّ الخلافة جرَّدت بك ماضيًا ... سلك الأمور شعابها وفجاجها

ودعت ك للأواء أعضل خطبها ... لمَّا رأت في راحتيك علاجها

فكفيتها الحالين تملأ بالندى ... والبأس منها سلمها وهياجها

مرضت مطالبها فكنت شفاءها ... ودجت غياهبها فكنت سراجها

وكسوت أربعها السَّكينة بعد ما ... رفع الشِّقاق قتامها وعجاجها

وعدوت باسم أبيك في يوم الوغى ... متسربلاً فكفيتها إزعادها

ورعيت سرح المسلمين بمقلةٍ .. أضحى اعتزامك حقَّها وحجاجها

/٢٧٧ أ/ وهَّاب كلِّ جليلة بذَّالها ... جلاَّء كلِّ ملمَّة فرَّاجها

قوَّال كلِّ كريمةٍ فعَّالها ... ورَّاد كلِّ كريهةٍ ولاَّجها

<<  <  ج: ص:  >  >>