للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماء الحياء سقى على وجناته ... وردًا جنيًا باللَّواحظ يقطف

ثمر الحياة وصاله لو يجتني ... وأخو السُّلاف رضابه لو يرشف

يا باخلين إذا سألنا وصلهم ... وإذا هم بذلوا القطيعة أسرفوا

رفقًا فقد أبقيتم لي مهجةً ... عن حمل جوركم تكلُّ وتضعف

بخلاً وظلمًا آن أن تترفَّقوا ... بالمغرم العاني وأن تتعطفوا

إن تبخلوا فأبو الفضائل واهبٌ ... أو تظلموا فأبوا الفضائل منصف

ملكٌ إذا اعوجَّ الزَّمان أقامه ... رأيٌ له لدن المهزَّ مثقِّف

سمحٌ يفرِّق بالمواهب ماله ... ويضمُّ أشتات العلا ويؤلَّف

معن الحباء يرى فواضل كفِّه ... في النَّاس زائدةً تعين وتعسف

يلقى المنى منه غريم مكارمٍ ... جذلان يقرضها الجميل ويسلف

تبدي المدائح منه ثغرًا باسمًا ... أبدأ دموع المال منه تذرف

إنَّ الفضائل ما دعتك لها أبًا ... إلاَّ وأنت بها أبرُّ وأراف

عدلٌ نفى ظلم الخطوب وغرَّةٌ ... يجلى بها عنَّا الظَّلام ويكسف

/٢٧٨ ب/ وخلائقٌ شرفت وجاوز حسنها ... حدَّ الصَّفات فما تحدُّ وتوصف

فشجاعةٌ عمروٌ وجودٌ حاتمٌ ... وسياسةٌ عمرٌ وحلم أحنف

يا كامل الأوصاف قدرك في الورى ... أعلىعلى رغم الحسود وأشرف

أحرزت دين الله وهو مضيَّعٌ ... ومنعت منه وهو أعزل أكشف

ضمِّنت تمهيد البلاد فمهِّدت ... أمنًا وكانت بالمخافة ترجف

فالله يجزيك الرِّضا عن أمَّة ... أضحت برأيك من أذاها تكنف

يا مالكًا أغنى يدي فأطاف بي الـ ... ـعافي وكنت على الكفاف أطوف

وأنالني ما ابتغى وأعادني ... ما أتقي وأعاد لي ما أتلف

وأفاك معتدل الزَّمان فوفِّه ... عليا يطوف به السُّرور وتعكف

واستجل للنيروز وجهًا لم يزل ... تصبو القلوب بمجتلاه وتكلف

روضٌ كوشي البرد يضحك زهره ... دمع الحيا منه وتربٌ مترف

يسري النَّسيم به فيهدي صحَّة ... لقلوبنا وهو العليل المدنف

<<  <  ج: ص:  >  >>