للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا يمدحه: [من الوافر]

/٢٧٩ أ/ هنيئًا أيُّها الملك الرَّحيم ... فقد ظفرت يداك بما تروم

رآك الله أهلاً للمعالي ... وأحوال الورى بك تستقيم

فزاداك بسطة في الملك حتَّى ... غدت من دون رفعتك النُّجوم

فكنت على العباد سحاب برٍّ ... به يحيى المصوَّح والهشيم

وكانوا أنفسًا ملئت همومًا ... فزالت إذ ملكتهم الهموم

طلعت على البلاد طلوع بدرٍ ... يضيء بنوره اللَّيل البهيم

فقد حسدت مرابع مصر أرضًا ... ركابك في مرابعها مقيم

لك البشرى بسيف الدِّين نجلاً ... نماه إلى العلا الحسب الصَّميم

وما تزكوا فروع المرء إلاَّ ... إذا زكت المغارس والأروم

مضى بسعادة وأتى بجدٍّ ... علىٌّ لا يرام ولا يريم

ومن تك أنت والده تنله ... المعالي وهو في مهد فطيم

فلو [لا] أن تؤمَّ التُّرك منه ... ركابٌ أمَّت العرب الغموم

ولولا أن بعثت به إليهم ... أبيح المال وانهتك الحريم

يدلك في رقاب النَّاس أضحى الـ ... ـجهول بها مقرًا والحليم

/٢٧٩ ب/ مليك الأرض ما للبيض تشكو ... مماطلة وقد وجد الغريم

وما لموارد اللَّبات تبدو ... وأطراف الرِّماح السُّمر هيم

وجرد الخيل واقفةً صفونًا ... تكاد على تلبثنا تلوم

فأقبلها بلاد عداك قتلاً ... تصلصل في جحافلها الشَّكيم

ومنها قوله:

ولا تحفل بجمعهم فطير الـ ... ـحمام على نفوسهم تحوم

يدل على المعاني فيك فكري ... فعالٌ منك محمودٌ كريم

وإن أك شاعرًا أحذو القوافي ... ففي وادي مديحك لا أهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>