وقال أيضًا يمدحه: [من الطويل]
كذا أبدًا تبني العلا وتشيد ... وعن قدرة تفني العدا وتبيد
ليهنك أن الله أنجز وعده ... وألحق بالباغين منه وعيد
فلا خللٌ يخشى ولا نقص يتَّقى ... وملكك فينا ثابتٌ ويزيد
نوالك في عمر الرَّجاء زيادةٌ ... وسعيك في جيد الثَّناء عقود
وأنت الَّذي زدت المعالي ملاحةً ... كأنك توريدٌ وهنَّ خدود
/٢٨٠ أ/ ولمَّا بغى الأعداء سقت إليهم ... رياح اهتمامٍ ما لهن ركود
وعزمًا تكاد الأرض من ثقل وطئه ... تزعزع من أركانها وتميد
وكامل أوصاف العلا بحر بأسه ... بسيطٌ إذا خاض الغمار مديد
ومنشوره الأعلام منصورة القنا ... تقيت به أرواحهم وتفيد
أقمنا رجاءً أن يثوب غويُّهم ... ويرجع منه السَّعي وهو حميد
فظنُّوا تمادينا يضعِّف رأينا ... إذا الشر أبدى ناجذيه يحيد
فجادوا سراعًا والمنايا تسوقهم ... وتبدئ في أطماعهم وتعيد
بجمع من الأعداء أمَّا عديده ... فوافٍ وأما نفعه فزهيد
فلمَّا تدانينا وللحرب روعةٌ ... تشيِّب رأس الطِّفل وهو وليد
نظمنا الرِّماح السَّمهريَّة فيهم ... فهنَّ بأثناء الضُّلوع قصيد
وما افترَّ ثغر النَّصر حتَّى بكت دمًا ... لطعن العوالي ثغرةً ووريد
إذا ركعت سمر القنا في نحورهم ... غدا لهم فوق الصَّعيد سجود
وولَّى زعيم القوم والحرب طفلةٌ ... ولم يذك من نارٍ الهياج وقود
يناديه صادي رمحه وهو هاربٌ ... رويدك هذا الطعن أين تريد
/٢٨٠ ب/ أما كنت يا مغرور من قبل تدَّعي ... بأنَّك تلقاهم وأنت وحيد
أظنُّك أنسيت الشَّجاعة عندما ... بدت لك أعلامٌ لهم وبنود
وإنَّ الَّذي منَّتك نفسك خاليًا ... غداة التقى الجمعان منك بعيد
ولو وجدته ناشدات رماحنا ... لحطَّ لثام النَّقع وهو فقيد