للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا الفتح إسماعيل، وكذلك ولده مسعود، ثم سليمان أيضًا.

وكان يخاطب بالحاجب، ويلبس لبس الأجناد، وكان شاعرًا ذكيًا فطنًا، مقتدرًا على المعاني الصعاب واستنباطها، سهلًا عليه إنشاء الشعر، التحق بالشعراء المتقدمين في حلاوة الألفاظ، واختراع المعاني، وإبداع الوصف، وحسن السبك، وكان إذا حاول معنى غريبًا لبعض الشعراء، نظمه وأتى به نادرًا بديعًا، وسرقه أحسن سرقة، وعبر عنه، ثم أتى به نادرًا، وسبكه أجود سبك ثم اشتهر شعره بمدينته، ولم يزل هو وأبوه وجده متصلين في خدمة ملوك حلب وولاتها.

لقيت ولده بحلب المحروسة، وذكر أن والده توفي في عاشر صفر سنة أربع وثلاثين وستمائة، عن أربع وستين سنة، فمن شعره قوله /٢٣ ب/ في بركار:

[من الطويل]

ولي صاحب للمشكلات تخذته ... يساهمني في الصَّعب منها ويشرك

إذا ما انبرى يومًا لقطع مسافة ... يسند من عجز القيام ويمسك

يقوم على رجل ويعدو بأختها ... وتلك إذا ما سار لا تتحرَّك

رهاوي سير يسبق الطَّوف سيره ... ويسقط من ضعف به حين يترك

وله في ركاب دار: [من مخلع البسيط]

وشاكرتي لنجل بدر ... بدر الدجى وجهه يخال

إذا تثّنى رأيت غصنًا ... يميس في فرعه هلال

يدني جوادًا إلى جواد ... أشجع من ضمَّه نزال

وقلبه ما رأيت ليثًا ... يقود ذئبًا له غزال

يا قوم كم من نبيل قوم ... أردته من لحظه نبال

وأنشدني أبو محمد القاسم بن سراج الحلبي بها قال: أنشدني

<<  <  ج: ص:  >  >>