للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاجب سلمان لنفسه: [من الطويل]

ألا زد غرامًا بالحبيب وداره ... وإن لجَّ واش فاحتمله وداره

/٢٤ أ/ وإن قدح اللوام فيك بلومهم ... زناد الهوى يومًا فأورى فواره

عسى زورة تشفى بها منه خلسه ... فإنك لا يشفيك غير أزدياره

وذي هيف فيه يقوم لعاذلي ... بعذري إذا ما لام لام عذاره

ووجه يضاهي البدر عند كماله ... بعيد المدى عن نقصه وسراره

فلا بدر إلا ما بدا من جيوبه ... ولا غصن إلا ما أنثنى في ازاره

فسبحان من أجرى الطِّلا في رضابه ... ومن أنبت الريحان في جلَّناره

وقد ذبَّ عنها صدغه بعقارب ... وناظره من سيفه بشفاره

فنرشف هذا بالتوهُّم عنوة ... وباللحظ ذا نجني بغير اختياره

ولي منزل بالحزن أقوت طلوله ... وقرَّب مني الحزن بعد مزاره

فيا غيث كم تجفو ثراه وتغتدي ... يمينًا وطورًا تغتدي عن يساره

همت أدمعي فانحلَّ عقد فما به ... إليك افتقار إذ جرت في فقاره

فللَّه أيام الربيع وقد شدت ... بلا بله في الدَّوح غبَّ قطاره

وللغيم انداء تقلِّد شحَّه ... زرائد درِّ من نظيم انتشاره

وللطلِّ أنفاس تروق كأنما ... تقضَّى أصيلًا منه كلُّ نهاره

/٢٤ ب/ فهل من نديم يستلذُّ حديثه ... لطيف المعاني فائق من خماره

إذا قلت أوقد نار خمر اصطباحنا ... يكون ببرد الماء إيقاد ناره

وهل مسعد والليل جامع قاره ... دجيَّ يحييِّني بجام عقاره

ولي صاحب إن شئت ألهاك منشدًا ... قوافي شعر نظمها من شعاره

بلحن يردُّ الطَّير عن وكناته ... ولفظ يبيت الوحش دون وجاره

فتى يوشعي الفعل في الليل دأبه ... يردُّ علينا الشمس من غرب داره

ويسعى بها الساقي فتحسب طاسها ... وقد شجَّها زندًا لفرط شراره

<<  <  ج: ص:  >  >>