للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشعشعة صاغت لزند مديرها ... سوارًا يحيل الليل ضوء نهاره

سلافًا كأخلاق العزيز محمد ... ونور محياه وطيب نجاره

مليك كسا الأيام والناس عزَّة ... ثياب فخار طرزها من فخاره

فيا من غزاه الفقر زره وأنت يا ... حريب الرَّزايا مل ولذ بدياره

تجد ملجًا للخائفين ومريعًا ... تسحُّ على العافين سحب يساره

وإن كنت شاكًا فاختبره مجربًا ... لتستصغر الأخبار عند اختباره

ترى جبلًا يصيبك منه لذاذة ... نسيم صبًا من لطفه ووقاره

ولا يأتلي الضِّيفان ملء فنائه ... واعشاره مملوءة من عشاره

ويجمع بين الشَّاء والذئب عدله ... وسطوته في بطشه واقتداره

/٢٥ أ/ فيسنح هذا خائفًا من وجاره ... ويسرح هذا آمنًا في جواره

أيا ملكًا من عزمه ليس يأتلي ... له صارم يغري العدا بشفاره

أأظما وبحر من نوالك زاخر ... وساقي قد ضلَّت تموج غماره؟

غواربه لا تختطى بمعابر ... وغوَّاصه لا يلتقي بقراره

وأحداث دهري قارعتني وخيَّمت ... بريعي فقلبي آنس باصطباره

ولولا يقيني من نوالك بالغنى ... لما كنت جلدًا في لقاء المكاره

فخذ بنت فكر كالغزالة مبسمًا ... يبرقعها فرط الحيا بخماره

وإن تك قد جاءتك من بعد فترة ... وكسرة طرف للحيا في أنفطاره

فقد أصبحت في وجه عصري ناظرًا ... بفترته تسبي الورى في انكساره

فلا زلت في امن حليف سعادة ... وضدك من خوف عديم قراره

وقال أيضًا في الغزل: [من البسيط]

ابدى لنا من فنون الحسن أصنافا ... تروى فتستغرق الألفاظ أوصافا

زبر جدًا في عقيق زانه سبج ... ولؤلؤًا في زلال الرِّيق شفَّافا

كأنَّه حين يجلوه تبسمه ... يشقُّ من شفتيه عنه أصدافا

/٢٥ ب/ يريش من مقلتيه اسهمًا وكذا ... يسلُّ منها إذا ما شاء أسيافا

<<  <  ج: ص:  >  >>