للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسن الزَّرد الموضون وجنته ... إذ صيَّرتها عيون الناس أهدافا

فغادرت حلقات منه حين رمت ... خدوده أسهم الألحاظ انصافا

ريم من الروُّم مطبوع على صلف ... يفوق غصن النَّقا قدًا وأعطافا

يجاذب الريح منه لين معطفه ... كما يجاذب خصرًا منه أردافا

أمير حسن تراه واحدًا وترى ... في طرفه من جنود الحسن آلافا

يخال ناظره مبيضَّ ناظره ... سيفًا وإنسانه المسودَّ سيَّافا

يقول لي ولهيب النار في كبدي ... يبغي بألطاف ذاك القول اسعاف

لا تنكرن شعلة في قلبك اضطرمت ... ومنه أوطأتني للحب أكنافا

فالعرب ما برحت جودًا تدل إلى ... بيوتها بوقود النار أضيافا

أستودع الله أحبابًا فقدتهم ... بالرَّغم مني وجيرانًا وألاَّفا

نذرت أدمي لثمًا إن هم رجعوا ... مناسمًا من مطاياهم وأخفافا

مازلت اسأل سقيا أربع درست ... لهم برامة هامي المزن ذرَّافا

حتى سقاها من الوسميِّ منهمر ... فزان مرتبعًا منها ومصطافا

مثعنجر طبَّق البطنان وابله ... كأنَّه من دموعي كان غرافا

/٢٨ أ/ منازلًا لظريف الحسن كلُّ فتى ... ما يأتلي طرفه فيهنَّ طوَّافا

تلقى بها الماء عذبًا والهوا عطرًا ... والظلَّ ضافي والجنَّات ألفافا

وأنشدني الشريف أبو نصر محمد بن أبي ظاهر البغدادي الهاشمي قال: أنشدني سليمان بن مسعود لنفسه يمدح راحج بن إسماعيل الحلي الأسدي الشاعر:

أهاجك برق بالابيرق لائح ... فدمعك من سحب النواظر سائح

وتطربك الورقاء حتى كأنما ... تبثُّك اشجان الهوى وتطارح؟

<<  <  ج: ص:  >  >>