وتشتاق عرف الريح جاءت به الصبَّا ... كأنَّ نسيم الريح بالمسك فائح؟
وما ذاك إلا أن لمياء بالحمى ... سرت والدُّجى هاو إلى الغرب جانح
وللصبح نور من حشا الشرق مشرق ... وفيه سنى الشَّمس المنيرة لائح
ومرَّت على الامرات منه فضيلة ... آكامها والصَّحاصح
ودون الكثيب الفرد من آل عامر ... غرير بقلبي لا بواديه سانح
يغار إذا ما عنَّ سرب ظبائه ... ويخجل منه بانه المتناوح
اكتِّم اشجاني به واصونها ... ودمعي بها واش علي وشارح
/٢٨ ب/ له طرَّة كالليل والليل حالك ... على غرَّة كالصبح والصبح واضح
حلفت برب البيت برًا ومن سرت ... إليه بهم خوص الركاب الطلائح
لقد فاق أهل الحسن بالحسن هاجري ... كما فاق أهل الفضل بالفضل راجح
[١٨٨]
سلمان بن داود بن غازي بن عين الدولة، أبو داود، البغدادي المنشأ، الموصلي المولد:
كانت ولادته بالموصل سنة سبع وستمائة.
شاب شاهدته بالموصل سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وهو ذو قريحة في الشعر راغبة، وفكرة في صياغة المعاني صائبة، وفيه دماثة ولطافة، مدح المولى الملك الرحيم بدر الدين عضد الإسلام والمسلمين، أتابك، أبا الفضائل، نصير أمير المؤمنين- خلد الله ملكه- بهذه القصيدة، ويهنيه فيها بالنوروز، أولها: [من الطويل]
قف النِّضو بالوادي فقد فاح شيحه ... وجاءت بريا ذلك الريح ريحه
فإن كنت لا تبغي وقوفًا فسر به ... على مهل علَّ الذميل يريحه