للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مبادرتي إلى ظهور الإنكار عليك [ينسيني] إلى سوء الاختيار، فاحذر فإنك على جرف هار"

ومن شعره المشهور، قصيدة يمدح فيها السيد يعقوب بن يوسف، وهو ابن عمه، وولي نعمته: [من الكامل]

هبَّت بنصركم الرِّياح الأربع ... وجرت بسعدكم النُّجوم الطلَّع

فأمدَّك الرحمن بالفتح الذي ... ملأ البسيطة نوره المتشعشع

/٣٦ ب/ لم لا وأنت بذلت في مرضاته ... نفسًا تفدِّيها الخلائق أجمع

ومضيت في نصر الإله مصمِّمًا ... بعزيمة كالسّيف بل هي أقطع

لله جيشك والصَّوارم تنتضى ... والخيل تجري والأسنَّة تلمع

من كلِّ من تقوى الإله سلاحه ... ما إن له غير التوكُّل مفزع

لا يسلمون إلى النَّوازل جارهم ... يومًا إذا أضحى الجوار يضيع

يقول فيها ويصف انهزام العدو:

إن ظنَّ فراره منج له ... فبجهله قد ظنَّ ما لا ينفع

أين المفر ولا فرار لهارب ... والأرض تنشر في يديك وتجمع

أخليفة الله الرَّضشيَّ هنيته ... فتح يمد بما سواه ويشفع

فلقد كسوت الدَّين عزًا شامخًا ... ولبست منه أنت ما لا يخلع

هيهات سر الله أودع فيكم ... والله يعطي من يشاء ويمنع

لكم الهدى لا يدَّعيه سواكم ... ومن أدَّعاه يقول ما لا يسمع

إن قيل من خير الخلائق كلَّها ... فإليك يا يعقوب تومي الأصبع

إن كنت تتلو السَّابقين فإنَّما ... أنت المقدّم والخلائق تتبع

/٣٧ أ/ خذها أمير المؤمنين مديحة ... من قلب صدق لم يشبه تصنُّع

فالمدح منِّي في علاك طبيعة ... والمدح من غيري إليك تطبُّع

واسلم أمير المؤمنين لأمة ... أنت الملاذ لها وأنت المفزع

وعليك يا علم الهداة تحية ... يفنى الزمان وعرفها يتضوَّع

<<  <  ج: ص:  >  >>