للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن يوسف الغرباني قال: أنشدني عبد الرحمن بن محمد الجزولي قال: أنشدني السيد أبو الربيع لنفسه: [من الوافر]

لقاؤك صيَّر الأيام عيدًا ... وأنشأ حسنها خلقًا جديدًا

وقدَّ من الأديم لها خلاء ... تمايست من كواكبه عقودًا

فقال العاقلون: ألمَّ موسى ... وقال الجاهل: العيدُ استعيدا

وكلُّهم أثار قضاة صدق ... يقيم بها لدعوة شهودًا

تعطَّر قرب مسراه فداست ... به الفرسان مسكًا لاصغيرًا

وهمَّت أن تخرَّ له الدّراري ... فتلقاه ركوعًا أو سجودًا

/٣٧ ب/ ولو حذيت مطاياه خدودًا ... وأرضاه حذوناه الخدودا

نحيِّي من أبي عمران بدرًا ... نلقَّي في مطالعه السُّعودا

تأنَّقت الفضائل فيه لمَّا ... أتاح الله منه لها الوجودا

ورامت أن تزيَّد فيه حسنًا ... فلم يدع الكمال لها مزيدًا

يفنَّد من يروم له لحاقًا ... ويعذر من يبيت به مسودًا

وما عدمت به الأيام شيئًا ... يسرُّ به سوى الَّا يبيدا

لعلَّ مصير الدُّنيا جنانًا ... به يقضي له فيها الخلودا

وله: [من الكامل]

يا سائلي ما لي أراك ضئيلًا ... إني أظنُّك بالهوى مشغولًا

وأرى فؤادك مثل برق خافق ... وأرى دموعك قد جرين سيولا

هذي شمائل من جفاه حبيبه ... أتريد أن أمضي إليه رسولا؟

إي والعليم بما تكنُّ جوانحي ... فاذهب هديت إلى الرَّشاد سبيلا

وزر الدِّيار إذا وصلت مسلِّما ... واندب بها قلبي الصَّديع طويلا

واقر السَّلام على ألوف وقل لها ... بتلطُّف إحيي فديت قتيلا

قتلته اسهم لحظك الجاني فما ... أبقين فيه سوى السَّقام دخيلا

/٣٨ أ/ قالت فسر نحو الحبيب وقل له ... بي مثل ما بك فاطَّرح ما قيلا

<<  <  ج: ص:  >  >>