للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشعار أحسنها وأفصحها، ومن غرائب الحكايات ألطفها وأملحها، جاري اللسان في الحديث، وإذا حضر مجلسًا لم يرض أحدًا فوقه في الكلام إلا وهو مستمع قوله، فتراه إذا أنشد يتشدق في إنشاده، ويحترز من اللحن في إيراده، ويستغرق في الثناء ويأتي به من المنظوم والمنثور، ويستحسنه غاية الاستحسان والظهور، فتارة يشير بيده، ومرة يحرك رأسه، وطورًا يهّز منكبيه، ثم لا يرى السكوت عن نادرة تقع له في محفل ناس ولو أن فيها إراقة دمه.

فمن شعره ما كتبه إلى المولى الأمير الكبير الأصفهسلار عماد الدنيا والدين أبي المحاسن يوسف بن الأمير علاء الدين طاي بغا، متولي حلب أعلى الله قدره: [من الطويل]

/٤٠ ب/ ألا يا عماد الدِّين والمالك الذي ... له راحة تربي على صيِّب القطر

وأروع طلّاع الثَّنايا محلُّه ... وهمَّته أعلى من الأنجم الزُّهر

وبحر نوال لا يغيض قراره ... وليث وغى يعدي على نوب الدَّهر

لئن غبت يومًا عن فناك فإنَّ لي ... ثناء يفوق الدُّر بالنَّظم والنَّثر

فلا زلت محمود العوارف ما شدت ... مطوَّقة ورقاء في الورق الخضر

أنشدني يمدح الوزير الصاحب شرف الدين أبا البركات المستوفي- رحمه الله-: [من الكامل]

هل عند سكان اللِّوى والأجرع ... علم بما تطوى عليه أضلعي

أم هل درى ذاك الغزال بأنَّني ... باك على آثار تلك الأربع؟

سكن، اللَّوى وله فؤادي منزل ... ورعى النَّقار مياهه من أدمعي

ناء يمثِّله الضَّمير وأن غذا ... يحمى بأطراف الرماح الشُّرَّع

إن يمس ممنوع الجناب فإنَّني ... فيه أخو خوف وقلب موجع

يا سعد قف بلوى المحصّب ناشدًا ... قلبًا يسير مع الخليط المزمع

<<  <  ج: ص:  >  >>