للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٣٣]

عبد الله بن عليٍّ، الدُّونيُّ الأصل/ ١٢٥ ب/، البغداديُّ المولد والمنشأ، أبو محمَّد:

كان شيخًا لطيفًا، كيِّسًا، عنده أدب، وفيه فضل ودعابة وخلاعة، وهزل، يحذو حذو ابن الحجاج في فنونه.

ومن شعره يمدح المستنصر بالله أبا جعفر المنصور بن محمد –خلد [الله] دولته: -

[من الطويل]

إلى كم بقلبي للغرام لمام ... وللعشق فيه موطن ومقام؟

كأني في عصر الشَّبية راتع ... ولي من قواه شرَّة وعرام

أدلُّ بريعان من العمر مقبل ... وفي قبضتي ممَّن أحبُّ زمام

وأسحب مرط اللَّهو في مربع الصِّبا ... ولي بمغانيه هوى ولزام

أمن بعد ما لاح المشيب بمفرقي ... وأصبح أحوى الفود وهو ثغام؟

بددا صبح شيبي في مطالع لمَّتي ... فعادت نهارًا منه وهي ظلام

وودعني عصر التَّصابي مفارقًا ... فخلف داء الشَّيب وهو سقام

على عصر أيام التَّصابي وطيبه ... وما نلت من وصل الحبيب سلام

فلا أذني تصغى إلى شدو مطرب ... يذلُّ لديه معبد ويضام

وكيف أرجِّي وصل حسناء غادة ... وبين مشيبي والشباب خصام

ولكنَّني استغفر الله جاهدًا ... فكلُّ غضارات الشَّباب أثام

<<  <  ج: ص:  >  >>