للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٤٤ ب/

ذر الملام فقد لجَّ الغرام بها ... هات المدام وسل ما شئت واحتكم

بكر تحدِّث عن عاد بلا كذب ... وعن ثمود بلا شكٍّ وعن إرم

حمراء قانية تعطيك إن قرعت ... بالمزج درًّا نظيمًا غير منفصم

ليس السُّرور الذي [تعطي] بمنقطعٍ ... ولا النَّعيم الذي تولي بمنصرم

تقدَّست ذاتها عن أن يحيط بها ... وصف ونعت سوى الموصوف في القدم

يديرها خنث الأعطاف ذو هيفٍ ... مشوبةً برضاب سلسلٍ شبم

أحوى حوى الحسن والإحسان شيمته ... تغنيك نغمته عن سائر النغم

عبد الرَّحمن بن منصور بن أبي بكر بن منصور بن الحسين بن ثامر القنطريُّ الإربليُّ:

شاب طويل أبيض اللون مشرب حمرةً، من أبناء القضاة، اعتنى بقول الشعر وعمله، من غير أن يشتغل بالأدب، فصار له طبع في إنشائه.

أنشدني لنفسه يمدح الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات المستوفي بإربل –أدام الله سعادته- ويعتذر إليه من شيء بلغه عنه:

أما وأيام وصلٍ بالحمى سلفت ... وما مضى من ليالي الشعب والعلم

ومنزل باللِّوى أقوت معالمه ... من الغواني ذوات الدَّلِّ والنعم

وما علا فوق أكوار المطيِّ ومن لبَّى ومن طاف حول البيت والحرم

لو أن لي كبداً تشتاق غيركم ... خرجت عنها وهذا أعظم القسم

فقد حملت من الأشواق جلَّ هوى ... لو قام رضوى بجزءٍ منه لم يقم

أكابد النَّوم في تلقاء طيفكم ... لولا رجا طيفكم في الحلم لم أنم

<<  <  ج: ص:  >  >>