ومنها في المدح:
مولاي يا شرف الدِّين الذي شرفت ... به الأماجد من عرب ومن عجم
يا معدن الجود قد وافاك عبد وفا ... معوَّد منك بالإحسان والكرم
معفِّرًا فوق ترب الأرض وجنته ... خزيان يقرع أسنانًا من النَّدم
ومنشدًا بيت شعرٍ كان فاه به ... نجل النميري في أيامه القدم
إقبل معاذير عبد جاء معتذرًا ... يثني عليم بما أوليت من نعم
وأنشدني أيضًا لنفسه:
أحنُّ إلى رند الحمى ويشوقني ... عرار بنعمان على العلم الفرد
يذِّكرني أيام وصلٍ تصرّمت ... ونحن على شاطي الأجيرع من نجد
ولست كمن يشتاق دعداً وزينبًا ... ولا أنا مشغوف بميلٍ إلى هند
ولكنني أهوى عذارًا مزرَّدًا ... وأزهد في سعدى وأرغب في سعد
وضمِّ رشا عذب المراشف أشنبٍ ... إلى وجنتيه تنتمي حمرة الوردً
لذيذ التَّجنِّي مائس القدِّ اهيفً ... مليح التَّثنّي مشرق الثَّغر والخدَِّ
نعمت به عصرا مضى ليت أنني ... قضيت نحبي قبل أن يقضين بعدي
فللَّه كم عانقته في عشيَّةٍ ... وكم بات يسقيني حساريقه الشَّهد
وأنشدني أيضًا لنفسه:
حبَّذا حيٌّ على كاظمةٍ ... صرعت غزلانه أسد الشَّرى
عوِّدت آرامه سفك الدِّما ... فتقلًّدن عقيقًا أحمرا
عبد الرَّحمن بن عمر بن بركات بن شحانة، أبو محمَّد الحرَّانيُّ: