هبوا لنا من هبوب الرِّيح رائحةً ... من نشركم نفحةً نشفي بها الكربا
ومنها يقول يخاطب الممدوح:
ظننتهم لك نوَّابًا وما برحوا ... في جمع مالك لمَّا حكِّموا نوبا
فاستكشف الأمر يا ابن الأكرمين فما ... من الجماعة إلاَّ من شنا وسبا
لا يخدعوك بما صاغوه من ملق ... وزخرفوه على أغراضهم كذبا
قد أضرموا في الورى بالظُّلم مسعرةً ... فاجعلهم لسعيرٍ أضرموا حطبا
لا تتق الله يومًا في عقوبتهم ... فليس يهزم من لله قد رقبا
عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد العزيز بن نصر بن عبد العزيز بن نصر بن عبد الله بن إسماعيل بن إسحق بن محمَّد بن أحمد بن إسماعيل بن سويد بن مالك، أبو المحاسن الخطيب المرندي:
هكذا أملى عليَّ نسبه.
كان أجداده خطباء مرند على المنابر، وخطابته في عقبهم تتردد إلى زماننا هذا.
رأيت أبا المحاسن بمدينة إربل سنة ست وعشرين وستمائة، وردها مستميحًا نوال سلطانها الملك المعظم نظفر الدين أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه- ومنتجعًا جدواه.
وأنشدني لنفسه في التاريخ [المذكور] قصيدة في الملك المعظم مظفر الدين، وسمعت من لا أشك في حديثه، أنَّ الشعر الذي يأتي به ليس له، إلاَّ أنَّه يسرقه ويمدح به الناس، والله أعلم.