وموليه أسباب السِّيادة والعلا ... ورافعه أوج السِّماكين والنَّسر
وناظم شمل الفضل بعد شتاته ... بهمته العليا وآرائه الزُّهر
وجاعله ردءاً لكلِّ مؤمِّلٍ ... مجيباً لمن نادى نداه بلا عذر
لوقتٍ أرى فيه محيَّاه قبلتي ... وأهنا بحبِّيه لخالصة الدَّهر
وأن انقضاء الوقت دون تيمُّني ... وأنسي به لا أرتضيه من العمر
وقد كنت أرجو أن أسوِّغ قربه ... ومن لي بقرب السَّيِّد السَّند الذكر
وإن كنت لم أنه الأمور تفضُّلاً ... فلا ريب أن الحال تشهد بالعذر
ومن قبل ما تغدو الغزالة اغتدي ... وبين العشائين الرَّواح إلى الوكر
فيا ربِّ روِّ القلب من قرب مجده ... وأوربه زند السِّيادة والفخر
وقوله فيه: [من الكامل]
/٢٦٦ ب/ مولاي مسَّاك الإله بنعمةٍ ... غرَّاء دائمة على الإيثار
بلِّغت في علياك غاية بغيتي ... يا سيِّد العلماء والأبرار
واشتدّ ازر العلم منك بصائب الـ ... آراء في الإيراد والإصدار
وأقيم مناد الأمور بعزمك الـ .... ـماضي الشَّبا المشكور في الأخبار
وسرت فضائلك الشَّهيرة في الورى ... حتى تؤرِّج سائر الأمصار
حييت من مولى الأنام بكلِّ ما ... تختاره من رفعةٍ وفخار
وخصصت من آلائه بمواهبٍ ... مشكورةٍ موفورة المقدار
لازلت تحت رضاه يا من لم يزل ... ترضيه في الإعلان والإسرار
لمَّا رآك مؤهَّلاً لمراتب ... ما إن لها إلاَّك في الأقطار
أدنى محلَّك واجتباك ولم يزل ... نظر الخليفة في رضا الجبَّار
لازال منصور الكتائب بالغاً ... أقصى المآرب باهر الأنوار
وأراك أولى النَّاس قاطبةً بما ... أولاك فاشكر نشعمة المختار
هذا هو الشَّرف الذي أضحى به ... ربع الفضائل ناضر الآثار
زنت الفضائل والعلوم بأسرها ... وفرعت أوج المجد باستظهار
ما كلُّ من نال العلوم بهمَّة ... علوية كمكاثر مكثار
/٢٦٧ أ/ ليس اتِّفاق الأمر كاستحقاقه ... والحقُّ أبلج لائح الإسفار