للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مازلت متَّبعًا رضاه وطالبًا ... إعراضه فيما يحبُّ ويؤثر

ما كان لي ذنبٌ فأحرم وصله ... وعلى محبَّته أموت وأحشر

وهو العليم بكلِّ ما عانيته ... في حبِّه وبما أسرُّ وأجهر

إن عادت الأيّام لي بطويلع ... أو ضمَّني والهاجرين محجَّر

لأخبِّرنَّ بما لقيت من الهوى ... ولأشكونَّ بأدمعٍ تتحدَّر

ولأعتبنَّ على أناسٍ لم أخل ... من بعد حسن وفائهم أن يغدروا

عهدي بنا زمن التَّصابي والهوى ... غصنٌ نضير والهواء معنبر

والشَّمل ملتئمٌ وإخوان الصَّفا ... يتراضعون مودَّةً لا تكدر

فتفرَّقت تلك الجموع وأوحشت ... تلك الدِّيار وعاث فيها العثير

وبقيت منفردًا أسامر سورة الـ ... ـبرحاء في اللَّيل الطَّويل أفكِّر

مازالت الأيَّام موحشةً لمن ... قد آنسته وفعلها لا ينكر

فاستجل أبكار الثَّناء بكلِّ ما ... تجني به ثمر الثَّواب وتذخر

هاجر إلى الحرم الشَّريف وطف به ... لتنال غاية ما بفكرك يخطر

وتعود موفورًا تصيب من الغنى ... تختال في حلل الحباء وتخطر

فهناك أبلج من أسرَّة وجهه ... يتلألأ الكرم الأريج ويسفر

ملكٌ تولَّاه الإله بلطفه ... واختصَّه بأجلِّ وصفٍ يؤثر

الماليء الآفاق عدلًا نائب اللَّه الإمام المالك المستنصر

خير الخلائف صفوة الله الذي ... كلُّ الورى في عصره قد أيسروا

ما أنضر الدُّنيا بمالك رقِّ من ... فيها ومن بولائه نستبشر .. !

لازال في حرز السَّلامة خالدًا ... تزهى به الدُّنيا ويسمو المنبر

[٣١٢]

عبد السلام بن أبي عليِّ بن يحيى بن مناحيم.

وهو الرابع عشر من أجداده.

أبو الغنائم اليهوديُّ.

من أهل حلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>