لا تغفلي عمَّا يؤاتي بغتةً ... وسهامه لا تنثني عن مقتل
أو ما مصارعه لديك ترينها ... أو ما شراب كؤوسها كالحنظل؟
وكما حملت إلى القبور جنازةً ... فتيقَّني لابدَّ من أن تحملي
والموت منهل كلِّ حيٍّ فاعلمي ... لا مصرفٌ لك عن ورود المنهل
ولكم منازل بعد موتك صعبةٌ ... تلقينها والقبر أول منزل
إن كان سهلًا كان سهلًا بعده ... أو كان صعبًا كان أصعب مبتلي
وقال في إحماد عاقبة الصبر: [من البسيط]
لا تيأسنَّ وإن مسَّتك ضائقةٌ ... فآخر الضِّيق مقرونٌ به الفرج
واصبر فإنَّ زمان الصَّبر منصرمٌ ... مادام قطُّ اتِّساعٌ لا ولا حرج
وله في التعجب ممن يتناسى الموت: [من الطويل]
عجبت لملتذٍّ بطيب رقاده ... ومختلس الأرواح ضيف وساده
يحبُّ بأن يدعى حكيمًا ومن يكن ... حكيمًا يكن ذا همَّة لمعاده
وقال في صدر كتاب جوابًا، وأنشدنيه: [من الكامل]
أفدي الذي بشراي في مكتوبه ... وافى فروَّى غلَّتي بنسيبه
فكأنَّه في العين حلَّة يوسفٍ ... وكأنَّه في القلب وصل حبيبه
وقال في ذمّ اللجاج والعجب والتكبر وإتباع الهوى: [من الطويل]
وأربعةٍ فيها لذي العقل راحةٌ ... إذا ما توقّاها وإصلاح شانه
لجاجٌ وإعجاب الفتى وتكبرٌ ... ومن يتبع الأهوا يعش بهوانه
وقال في الصديق، وأنشدنيه: [من الوافر]
صديقك من تجافيه فيغضي ... ويحفظ عهدك الماضي ويرعى
وليس صديقك المولي ثناءً ... من الحسنى وإن قاطعت أفعى
وقال في فعل الشوق، وأنشدنيه بمدينة السلام: [من البسيط]
أشكو من اللَّيل طولًا إذ شكا قصرا ... مهفهفٌ عنه قلبي قطُّ ما انزجرا
كأنَّما الأسمر الخطيُّ قامته ... والسحر مع لحظه هاروت قد سحرا
يصدُّ عنّي الكرى مهما يصدُّ وإن ... أبدى الوصال يعود العيش لي نضرا