للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ذا الَّذي وصله لي جنَّةٌ قربت ... وهجره بضرام الشَّوق قد سعرا

إن كان قصدك قتلي في الهوى فأنا ... لم يبق لي الشَّوق لا سمعًا ولا بصرًا

مازلت فيك أعاني كلَّ لائمةٍ ... وما رأيت لمثلي قطُّ من عذرا

لولا تمنِّي وصالٍ منك آمله ... قد كان قلبي بطول الهجر منفطرا

وقال في الاعتذار، وأنشدنيه: [من الطويل]

أرجِّي لديك العذر فيما أقوله ... ومثلي إذا يشكو إليك له عذر

لقد كنت في عيشٍ رغيدٍ ونعمةٍ وصحبة إخوانٍ بهم عسري يسر

فقد عاد حظِّي بعد طول بياضه ... من الوقت والأحوال يسمعه الحرُّ

وأنَّ الذي أرجو وآمل أنَّه ... يبيِّض بالإحسان ما سوَّد الدَّهر

وقال في ذم الكلام، وأنشدنيه: [من الكامل]

لا تكثرنَّ من الكلام فطالما ... جلب الكلام أذىً على المتكلِّم

وقال غزلًا، وأنشدنيه: [من البسيط]

بين العقيق وبين الضَّال والسَّمر ... تملَّك القلب منِّي أحور النَّظر

مهفهف القدِّ ساجي اللَّحظ أكحله ... ما إن رأيت له شبهًا من البشر

كأنَّما الغصن الميّاس قامته ... والفخر للَّيل في التشبيه بالشَّعر

لطيف خلقٍ وخلقٍ شأنه خفرٌ ... منزّه القدِّ عن طولٍ وعن قصر

يزورني والدُّجى مرخٍ غلائله ... فاكتفى بمحيَّاه عن القمر

يكاد من حسنه العميان تبصره ... ومن سنى نوره يعمى ذوو البصر

له من الريم جيدٌ والمها مقلٌ ... والسحر لحظٌ وجنح الليل في الطور

كم من ليالٍ تقضَّت في منادمة ... وفي محادثة ترضى وفي سمر

وأعين البين والحسَّاد غافلةٌ ... عنَّا وصفو اللَّقا خالٍ من الكدر

فبينما نحن في روض الوصال إذا ... سهمٌ من البين يقفو مسرعًا أثري

فلم أسرَّ بشيءٍ بعد موقعه ... وصرت للبين ذا وردٍ وذا صدر

<<  <  ج: ص:  >  >>