هلَّا الدِّيار بنا تدنو فينتظم الشَمل الشَّتيت بكم فيها كما عهدا
أم هل أراكم وعبد الله يقدمكم ... عندي فيرجع قلبٌ كان قد فقدا
إذا تذكَّرتكم وهنا وضعت يدي ... على حرارة قلبٍ كلَّما بردا
أراقب النَّجم لا طيفٌ فيطرقني ... غضَّا رطيبًا فإنَّ الصَّبر قد نفدا
[٣٥٦]
عبد المحسن بن حمود؛ هو أبو الفضل عبد المحسن بن حمود بن المحسن بن علىٍّ/ ٥٣ ب/ بن يوسف التَّنوخيُّ.
من إنشاء حلب، كانت ولادته بها في سنة سبعين وخمسمائة.
يعرف والده بالحجّار، كان عاميًا يقطع الحجارة، ويبيعها ويرتزق بها، ومنها كانت معيشته، وكذلك أخوه ولم يكن من بيت فضل ونشأ أبو الفضل هذا محبًا للعلم، راغبًا في تحصيله، استظهر أولًا الكتاب العزيز، وقرأهً للسبعة، وجوَّد قراءته ثم إلى غيره من الكتب الأدبية والشعرية، كالمقامات الحريرية وحماسة أبي تمام، ودرس الأدب والنحو، واطلع على كثير من أخبار الناس وأيامهم، وسمع الحديث النبوي كثيراً، ولقي المشايخ وأخذ عنهم بحلب، وتولَّع بقول الشعر فبلغ فيه مبلغًا لم يبلغه أحد من أبناء زمانه، وتقدَّم على عامة معاصريه فيه.