فالدَّهر لا يبعد عندي بان ... يجمع بين الرِّيم والقرد
/ ٥: ١٩١ أ/ وقال في مليح في عنقه حزر ذهب في التاريخ: [من الوافر]
إشارة حرز عزِّ الدِّين لمَّا ... بدا للنَّاظرين من النُّضار
مترجمةٌ بأنِّي سوف أرمي ... قلوب العاشقين بسهم نار
وقال فيه، في التاريخ:[من البسيط]
لا تحسبوا حرز عزِّ الدِّين حين بدا ... في جيده من لجين صيغ او ذهب
لكن شهابٌ بأفق الحسن ارصده ... لرجم شيان قلب العاشق الوصب
[٣٦٠]
عبد الملك بن علىِّ [بن] أبي صالح بن عبد الكريم بن المفضَّل بن أبي شيبة القرشيُّ العبدريُّ.
من بني شيبة أصحاب السدانة لبيت مكة –حرسها الله تعالى – من أهل منبج.
كان رجلا من الرؤساء الأجلاء، رفيع القدر، عالى المحل، كبير المنزلة عند السلاطين، كثير الاحترام؛ واستوزره الملك المنصور أبو المعالي محمد بن عمر بن شهنشاه –صاحب حماة- وقرب من قلبه. وكان ينفذه إلى /٥: ١٩١ ب/ أطراف البلاد رسولاً، فيرم لأجله ويبجِّل ويحترمونه. وكان أولاً قد خدم الملك الظاهر غياث الدين وتكمن منه، وعرض عليه عدة ولايات فلم يجبه إلى ذلك. وكان وزيرهه سرَّاَ وسيَّره رسولًا إلى عدة جهات، وبعده اتصل بالملك المنصور.
وبعد موته ارتحل على مدينة منبج. وكان مع ذلك واسطة خير عند من يلوذ به، كثير المروءة والعصبية، ريمًا أريحيًا ذا نفس واسعة، ونعمة وافرة، ومات ولم يدَّخر شيئا إلا قليلًا، لم .... ببعض ما كان عليه من الديوان. وكان مقصد من يرد عليه، لا يردّ آملاً، ولا يخيب سائلًا.
وكانت ولادته في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وتوفى في ربيع الآخر