سنة ثلاث وعشرين وستمائة بمنبج – رحمه الله تعالى -.
فمن شعره قوله: [من الخفيف]
حيِّ حيَّاً بمنبج فيه هند ... بابلٌ من لحاظها والهند
إنَّما يبعث التحيَّة من نحـ ... ـوي إلى منبج غرامٌ ووجد
وتوخَّ الحنين فيها فمن تر ... ب حماها تشفى العيون الرُّمد
/٥: ١٩٢ أ/ مربع الحيِّ باللِّدان ولذَّا ... تي دواني الجنى قطافٌ شهد
والغواني فيها ظباءٌ عينٌ ... والمغاني بها ركابٌ وجرد
ألف الجسم تربها قبل أن يألف لحمي والعظم منِّي جلد
وتراني أحوم شوقًا إليها ... حومة الهيم حين يشرع ورد
هل لنا عودةٌ إلى طيب ريَّا ... ك فرؤياك بغيتي والقصد
يا خليليَّ خلِّياني فما طا ... ب وصالٌ إلَّا تعرَّض صدُّ
أسلماني إلى الغرام بسلمى ... ودعامي للوجد هاتيك دعد
يا لييلاتنا بمنبج هل ير ... جع ماض منكنَّ لي أو يردُّ
أم يروح الرِّكاب بالملك المنـ ... ـصور يومًا إلى ذراها ويغدو
[٣٦١]
عبد الملك بن يوسف بن عبد الملك بن رستم بن محمد بن على، أبو الوليد الديلمي الحلبي.
كانت ولادته في السابع والعشرين من شهرؤ رمضان سنة ست وستين وخمسمائة؛ [شيخ كبير السنِّ به عرج، شيعي المذهب من المغالين في الولاء، يميل إلى نوع الأدب والشعر؛ وعنده محفوظ جيد من نظم ونثر. وكان في بدء أمره يسافر تاجراً إلى الديار المصرية.
وهو ذو طبع مؤات في عمل الأشعار. غير أنَّ أثرها مرذول نازل يحذو فيها حذو ابن الحجاج في السخف والهجاء، فلم اثبت منها شيئًا لسقوطها ورداءة ألفاظها سوى