للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدَّسكرة قرية في طريق خراسان، قريبة من شهرابان، من بيت ذوي أملاك وثناية، وثروة وكفاية، وفقه وولاية، ورواية وجراية.

دخل عبد الواحد بن أحمد بن الحسن المعروف بابن الفقيه، إلى بغداد ولازم الشيخ أبا إسحاق الشيرازي –رحمه الله- واشتغل عليه، وانتفع به، وائتمَّ به بالفقه، وصار لا يعرف إلاَّ بالفقيه، وعرف بيته به حتى إنَّ أباه الحسن بن الحصين، صار لا يعرف ألاَّ بأبي الفقيه.

وحسن ظن الإمام المقتدي بالله فيه؛ فجعله وكيله. وجده الحسن بن نصر الله تولَّى أشراف المخزن. /٧٩ ب/ المعمور في أيام المستضيء بأمر الله، وثقة الدولة أبو القاسم الحسن وهو أخو نصر الله، تولى صدرية المخزن المعمور في أيام المستظهر بالله.

وأبو نصر كان شاعراً مجيداً، كاتباً سديداً، فصيح العبارة، متمكناً من القول، أديباً بارعاً فاضلاً، فمن شعره قوله: [من الوافر]

وما متكثِّر النَّظر ...... ... ولكن لا نظير له بمعنى

له وجهان هذا غير هذا ... ومن هذا فوائد ذاك تجنى

يهبِّر عن أمورٍ غائباتٍ ... متى ظهرت إلينا غاب عنَّا

ويركبه من الحشرات شيءٌ سعى فيما عناه وما تعنَّى

ويؤوي من ذوات الِّلف جمعاً ... وممَّا في قرار البحر ....

يثدير جوارحاً ويثير وحشاً ... ويحمل عدَّةً ويروض جنَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>