للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمراد بجواز التوسط: ما يقابل الامتناع، لا ما يقابل الوجوب، لأنه قد يجب التوسط. وقد يجب التأخر. فالحالات للخبر الظرفي ثلاث:

١-الجواز كما تقدم.

٢-وجوب التوسط نحو: إن في الفصل طلابَهُ، كما تقدم في الابتداء.

٣-وجوب التأخر نحو: إن السعادة لفي العمل الصالح، فلا يجوز تقديم الخبر؛ لوجود لام الابتداء (١) ، قال تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) } (٢) .

واعلم أن المصنف لما ذكر امتناع التوسط في غير الظرف والمجرور فهم منه امتناع التقدم على الحرف الناسخ، لأن امتناع الأسهل يستلزم امتناع غيره. ولا يلزم من تجويز توسط الظرف والمجرور تجويز التقدم على الحرف الناسخ، لأنه لا يلزم من تجويز الأسهل تجويز غيره. بخلاف العكس.

قوله: (وَتُكْسَرُ إنَّ في الاْبتِداء نَحْوُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) } (٣) وبَعْدَ الْقَسَم نَحْوُ: {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) } (٤) والْقَوْلِ نَحْوُ: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} (٥) وقَبْلَ اللاَّمِ نَحْوُ: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} ) (٦) .

لهمزة (إن) ثلاث حالات: وجوب الفتح، ووجوب الكسر، وجواز الوجهين.


(١) لأن دخول لام الابتداء على خبر (إن) مشروط بتأخره، كما سيأتي إن شاء الله.
(٢) سورة الانفطار، آية: ١٣.
(٣) سورة القدر، آية: ١.
(٤) سورة الدخان، آية ١ - ٣.
(٥) سورة مريم، آية: ٣٠.
(٦) سورة المنافقون، آية: ١.

<<  <   >  >>