للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأولى: أنهم فرقوا بين الواو في قولك (زيد يدعو) وبينها في قولك (الطلاب لم يحضروا) فزادوا ألفاً بعد واو الجماعة، وجردوا الأصلية من الألف، قصدًا للتفرقة بينهما، وعلى هذا فتزاد الألف بعد الواو بشرط كونها ضميرًا في فعل ماض نحو: كتبوا، أو أمر نحو: اكتبوا، أو مضارعًا محذوف النون نحو: لم يكتبوا، فخرج بذلك: الواو التي من بنية الفعل نحو: ندعو الشباب إلى الاستقامة (١) والواو التي هي علامة الرفع في جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة نحو: متقدمو العلماء هم أولو الفضل وذوو السبق، وخرج أيضًا: الواو التي لإشباع ضمة الميم، وتسمى (واو الصِّلة) كما في قول الشاعر:

إلامَ الخلفُ بينكمُو إلاما ......وهذه الضجة الكبرى علاما

وفيمَ يكيدُ بعضكمُو لبعض.........وتبدون العداوة والخصاما

الثانية: في كيفية رسم الألف المتطرفة فإن كانت رابعة فصاعدًا رسمت ياء نحو: استدعى، المصطفى، إلا إن كان قبلها ياء فترسم ألفًا مثل: دنيا، محيا، أحيا. كراهة اجتماع ياءين في الخط إلا (يحيى) علمًا فيرسم ياء، فرقًا بين كونه علمًا وكونه فعلاً، لأنه إذا كان فعلاً يكتب بالألف نحو: وسميته يحيى ليحيا.

وإن كانت ثالثة نظر إلى أصلها فإن كان أصلها ياء رسمت ياء نحو: رحى، الفتى، وإن كان أصلها واواً رسمت ألفًا نحو: دعا، العصا.

وطريقة الكشف عن الأصل أن الفعل يوصل بتاء المتكلم أو المخاطب فما ظهر فهو أصله، ألا ترى أنك تقول في رمى: رميت، وفي: دعا: دعوت. والاسم يثنى، فما ظهر فيها فهو أصله، ألا ترى أنك تقول: في الفتى والعصا: الفتيان والعصوان. والله أعلم.

فصل في الكلام على مواضع همزة الوصل


(١) من المتقدمين من يكتب الألف بعد واو الفعل. انظر شرح النووي على صحيح مسلم عند الحديث رقم: ١٥٣٤. وانظر المطالع النصرية ص١٥٢.

<<  <   >  >>