للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمثال ما فَقَدَ المصدرية: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (١) فالمخاطبون في قوله: (لكم) علة للخلق. وليس ضميرهم مصدراً، لذا جُرَّ باللام.

ومثال ما فَقَدَ الاتحاد في الفاعل قول الشاعر:

(١) وإني لتعروني لذكراكِ هِزَّة ......كما انتفض العصفور بلله القطر (٢)

فقوله (لذكراكِ) : مصدر. مجرور باللام الدالة على التعليل، وهو علة لِعَرْوِ الهِزَّة، وإنما جُرَّ لاختلاف الفاعل، لأن فاعل العرو: الهزة، وفاعل الذكرى: هو المتكلم؛ لأن المعنى: لذكري إياكِ.

ومثال ما فَقَدَ الاتحاد في الوقت قول الشاعر:

(٢) فجئت وقد نضَّت لنوم ثيابها ......لدى السِّتر إلا لِبْسَةَ المتفضِّل (٣)


(١) سورة البقرة، آية: ٢٩.
(٢) تعروني: تنزل بي، لذكراك: لتذكري إياك هزة: رعدة وانتفاضة. القطر: المطر.
إعرابه: (وإني) : إن حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر، والياء: اسمه (لتعروني) اللام: لام الابتداء. وهي المزحلقة. (وتعرو) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو للثقل. والنون للوقاية. والياء مفعول به. (لذكراك) اللام حرف جر. وذكرى: مجرور باللام وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. والكاف مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله (هزة) فاعل تعرو. والجملة خبر (إن) (كما) الكاف حرف جر. و (ما) مصدرية. (انتفض) فعل ماض (العصفور) فاعل. و (ما) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف. والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لهزة. والتقدير هزة كائنة كانتفاض العصفور. (بلله) بلل: فعل ماض. والهاء مفعول به. (القطر) فاعل، والجملة في محل نصب حال من العصفور.
(٣) نضت، بالضاد المعجمة مشددة أو مخففة، أي: خلعت. لبسة المتفضل، بكسر اللام: هيئة من اللبس. والمتفضل: هو الذي بقي في ثوب واحد.

...إعرابه: (جئت) فعل وفاعل (وقد) الواو للحال. (قد) حرف تحقيق (نضت) فعل ماض. والتاء للتأنيث. والفاعل: هي. والجملة في محل نصب حال (النوم) جار ومجرور متعلق بـ (نض) (ثيابها) مفعول به والهاء مضاف إليه (لدى) ظرف مكان متعلق بـ (نض) منصوب بفتحة مقدرة على الألف للتعذر (الستر) مضاف إليه (إلا) أداة استثناء (لبسة) منصوب على الاستثناء (المتفضل) مضاف إليه.

<<  <   >  >>