للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول: أن يكون وصفًا، والمراد به - كما تقدم - ما دل على معنى وصاحبه كـ (راكب - وفرح - ومسرور) ونحوها.

الثاني: أن يكون فضلة. والمراد به: ما ليس ركناً في الإسناد (١) .

الثالث: أن يبين هيئة صاحبه عند وقوع الفعل. وهو معنى قوله المؤلف: (ويقع في جواب كيف؟) نحو: كيف جاء سلمان؟ فيكون الجواب هو لفظ الحال. فيقال: جاء سلمان فرحًا - مثلاً - وكيف ضربتَ اللص؟ فيقال: مكتوفاً. فـ (فرحًا) حال، وهو وصف، لأنه صفة مشبهة، وفضلة؛ لأنه ليس ركنًا في الإسناد، فهو زائد على المسند (جاء) والمسند إليه (سلمان) وقد بَيَّنَ هيئة الاسم الذي قبله وقت وقوع الفعل وهو (المجيء) (٢) .

فخرج بالشرط الأول نحو: رجعت القهقرى، فإنه وإن كان مبيناً لهيئة الفاعل، إلا أنه ليس بوصف، بل هو اسم للرجوع إلى الخلف.


(١) بعض الأحوال بمنزلة العمدة في إتمام المعنى الأساسي للجملة أو في منع فساده. فالأولى نحو: احترامي الطالب مهذبًا - وتقدم في مواضع حذف الخبر وجوبًا - والثانية نحو قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} فلو حذفت الحال لفسد المعنى لأنه يصير نفياً. ولهذا احتاج النحاة أن يعرفوا الفضلة في باب الحال تعريفًا خاصًا كما ذكرنا غير التعريف العام وهو أن الفضلة ما يستغنى عنه، ولو قالوا: الحال: وصف ليس ركنًا في الإسناد. لكان أدق.
(٢) الحال في مثل هذا المثال تسمى (الحال المقارنة) وهي التي يتحقق معناها في زمن تحقق معنى عاملها بدون تأخر. فزمن الفرح هو زمن المجيء. وتقابلها (الحال المقدرة) وهي الحال المستقبلة التي يتحقق معناها بعد وقوع معنى عاملها نحو: ادخلوا المسجد سامعين المحاضرة. فإن سماعهم متأخر عن زمن دخولهم. ومنه قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً} فـ (بيوتًا) حال من (الجبال) . وهي حال مقدرة؛ لأن زمن كون الجبال بيوتًا متأخر عن زمن نحتها.

<<  <   >  >>