للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: التخصيص: ومعناه أن تتخصص النكرة بوصف أو إضافة؛ فالوصف نحو: جاء رجل ضعيف ماشيًا. فـ (ماشيًا) حال من (رجل) وهو نكرة لكنه وُصِفَ. والإضافة نحو: جاء ولدُ حفصةَ مسرورًا، ومنه قوله تعالى: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) } (١) . فـ (سواءً) حال من (أربعة) وهي مضافة.

الثالث: أن تكون نكرة عامة لوقوعها بعد نفي أو شبهة نحو: ما ندم طالب مجتهدًا، ومنه قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (٢٠٨) } (٢) فـ (لها منذرون) جملة في موضع الحال من (قرية) وصح مجيء الحال من النكرة؛ لتقدم النفي عليها (٣) .

الرابع: أن يتأخر صاحب الحال نحو: أتاني سائلاً رجلٌ. فـ (سائلاً) حال من (رجل) ، ومنه قوله الشاعر:

(١) لِمَيَّةَ موحشًا طَلَلُ ......يلوح كأنه خِلَلُ (٤)


(١) سورة القمر، آية: ٧.
(٢) سورة الشعراء، آية: ٢٠٨.
(٣) وقد تأتي الحال وصاحبها ليس فيه شرط من هذه الشروط الأربعة كقول عائشة رضي الله عنها ( ... وصلى وراءه قوم قياماً) متفق عليه. وقول العرب: مررت بماء قعدة رجل. فـ (قعدة) حال من (ماء) . و (قيامًا) حال من (قوم) . ويجوز القياس على ما ورد من ذلك. لكن الإتيان بالمسوغ أفضل؛ محاكاة للكثير من كلام العرب.
(٤) طلل: ما تبقى بارزًا من آثار الديار. خلل: بكسر الخاء جمع خلة وهي بطانة تغشى بها أجفان السيوف.
...إعرابه: (لمية) جار ومجرور. خبر مقدم. (موحشًا) حال تقدم على صاحبه (طلل) مبتدأ مؤخر (يلوح) فعل مضارع. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره (هو) يعود إلى (طلل) والجملة صفة لطلل. (كأنه) حرف تشبيه ينصب الاسم ويرفع الخبر. والهاء اسمه. (خلل) خبر كأن. والجملة حال من الضمير المستتر في (يلوح) .

<<  <   >  >>